للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يقتصر نبوغه على علوم الشريعة فحسب، بل تعداه إلى علوم العربية كالنحو، والإنشاء، والبلاغة، وله كتاب في النحو اسمه "دليل الطالبين لمعرفة كلام النحويين"، وله كتاب في علم البديع اسمه "القول البديع في علم البديع" (١)، وله كتاب اسمه "بديع الإنشاء والصفات، في المكاتبات والمراسلات" (٢).

وبالإضافة إلى ما سبق فإنه كان مؤرخاً، أديباً، شاعراً، وله ديوان، ومن شعره قوله (٣):

أيا من حلا لي ثغره ورحيقه … رويدك إن القلب زاد حريقُهُ

ويا من تجلَّى بالدّلال وملّني … ومن لحظه سيف يلوح بريقُهُ

ويا من حكاه الغصنُ وهو وَريقُه … ووردٌ وشهدُ وجنتاه وريقُهُ

وصيرت لي ذنباً ولم أكُ مُذنباً … وحملتني بالهجر ما لا أُطيقُهُ

صبرتُ ومُرُّ الصبر فتَّتَ مهجتي … وإن كنتَ في شكٍّ فسلْ من يذوقُهُ

ومنه قوله (٤):

يا ساحرَ الطَّرفِ يا من مُهجتي سَحَراَ … كمْ ذا تنامُ وكم أسهرْتَني سَحَراً

لوْ كُنْتَ تعلمُ ما أَلْقاهُ مِنْكَ لما … أَتعبْت يا مُنيتي قلباً إليك شَرَا

وله أيضاً:

يُعاتبُ من في النَّاس يُدعى بِعبدهِ … ويُقتلُ من بِالقتْلِ يَرضَى بِعمدِهِ

ويُشهرُ لي سَيفاً ويمرحُ ضاحكاً … فَيَاليْت سيف اللَّحظ تمَّ بغمدِهِ

فللَّهِ من ظبْيٍ شرودٍ ونافرٍ … يُجازِيْ جميلاً قدْ قَنعتُ بضدِّهِ (٥)

فهذه مقتطفات من شعْره.

ومع ذلك كله فإن المؤلف أيضاً قد شارك وألف في فنون وعلوم أخرى، كالتوحيد، وعلم الكلام، والطب، والسيرة، والتراجم، وغير ذلك مما سأورده في مؤلفاته مما هو شاهد على ذلك.


(١) القول البديع في علم البديع للشيخ مرعي الكرمي، طبع بتحقيق د. عوض الجميعي، رسالة علمية بجامعة أم القرى.
(٢) له مخطوطات كثيرة، وطبع طبعات كثيرة.
(٣) انظر: نفحة الريحانة (٢/ ٢٤٥).
(٤) انظر: خلاصة ا لأثر (٤/ ٣٦٠)، والسحب الوابلة (٣/ ١١٢٢).
(٥) النعت الأكمل (ص: ١٩٥).

<<  <   >  >>