كلُّنا واثقٌ بِوُدِّ مُصافيهِ ... فيهِ ففيمَ انزعاجُنا وعلامَا
توفي أبو عبد الله بن بطة -رحمه الله- يوم عاشوراء سنة ٣٨٧ سبع وثمانين وثلاث مئة، ورثاه تليمذه أبو الحسن بنُ شهاب بنِ الحسنِ بنُ عليِّ بنِ شهابٍ العكبريُّ، فقال:
هيهاتَ ليسَ إلى السلوِّ سبيلُ ... فَلْيَكْتَنِفْكَ تَفَجُّعٌ وعَويل
موتُ ابنِ بطة ثلمةٌ لا يرتجى ... لمسدِّها شُكر له وعَديل
فمضى فقيدًا ماله خلفٌ ولا ... منه وإن طالَ الزمانُ عديل
أما المحاسن بعدَه فدوارسٌ ... والعلمُ ربعٌ مقفرٌ وطلولُ
أما القبورُ فهنَّ منه أوانسٌ ... بحلولِه وعلى الديار نُحول
من للخُصوم الُلِّد إن هُمْ شَغَّبوا ... وعناهُم التمويهُ والتأويل
من للقرانِ وكَشْفِ مُشكلِ آيِهِ ... حتَّى يقومَ عليه منكَ دليلُ
من للحديثِ وحفظِه بروايةٍ ... منقولةٍ إسنادُها منقولُ
ليت شعري عن لسانٍ كانَ كالسـ ... ـيفِ الصَّقيلِ وليسَ فيه فُلول
ماتَ الَّذي آثارُه وعلومُه ... مدروسةٌ مسطورُها منقولُ
الشيخ ماتَ أم البسيطةُ زُلزلت ... أم صارَ في البدر المنيرِ أُفول
من للفرائض في عَويصِ حسابِها ... في الجَدِّ أو في الرَّدِّ حيثُ تَعولُ
من للشروط وحفظِ حكمِ فروعِها ... إن أُحكمَتْ قبلَ الفروعِ أصولُ
من فعلُه الثبتُ السديدُ موافقٌ ... للقولِ منه حيثُ صارَ يقول
هيهات أن يأتي الزمان بمثله ... إنَّ الزمانَ بمثلِه لَبخيلُ
الله حسبي بعدَه وهو الَّذي ... في كل ما أرجوه منهُ وكيلُ
وبَطَّة -بفتح الباء والطاء المشددة-، وأما بُطَّة -بضم الباء-، فأبوه عليُّ بنُ الحسن بن بطة بن سعد بن عبد الله الزعفراني، وأبو عبد الله