ومستقبل دلوت: أدلو. ومصدره: الدلو. وفاعله: الدالي. والدلو مدلوة؛ لأنها/ مفعولة. وجمعها: أدل، ودُليّ ودِلي، فأما أدليت الدلو إذا أرسلتها في البئر بالحبل للاستقاء، ونحو ذلك، فهو كما فسرنا. فإن أرسلتها بغير حبل، ولغير الاستقاء ونحوه، لم تقل: أدليتها. ولهذا قال الله عز وجل:(فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ). ومنه قيل: قد أدلى الحمار والفرس إذا أرسل غرموله. وكل حبل أو خيط أو نحوه، أرسل في بئر، أو من علو إلى سفل فإنه يقال فيه: قد دليته، بالتشديد خاصة، حتى أنه ليقال لمن ألقي في مكروه أو غش، أو غرور: قد دليته فيه، ومنه قول الله عز وجل لإبليس – لعنه الله-: (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ). ولا يقال ذلك في الدلو، إذا استقي بها. وإنما قيل في ذلك بالألف، للفرق بين هذا المعنى، وبين سائر ما تقدم. وقد زعم الخليل أن بعض العرب يقول: دلوت الدلو، إذا أرسلها. والعامة تقول: دليتها بالتشديد لا غير.
وأما قوله: لحمت العظم، إذا عرقت ما عليه، وألحمتك عرض فلان، إذا أمكنته منه يشتمه، فاللحم معروف، وهو ما على العظم تحت الجلد، سوى الشحم. فإنما قيل: لحمت العظم، أي أخذت لحمه، إما بسنك، وإما بسكين أو غير ذلك، كما يقال: عرقت العظم، فهو معروق. وقال امرؤ القيس يصف فرسا، بقلة لحم اللحيين:
قد أشهد الغارة الشعواء تحملني جرداء معروقة اللحيين سرحوب
فقيل لحمت العظم، لأنه في معنى عرقت العظم. ومنه قيل للبازي: قد لحم يلحم، وهو لاحم، أي أكل اللحم. وقد ألحمه صاحبه، إذا أطعمه اللحم، كما قال الشاعر: