اعلموا أنه إنما يعنى بالمثقل [المتحرك] وبالمخفف الساكن ههنا. وقد يقال للمشدد من الحروف الثقيل، ولغير المشدد: الخفيف في غير هذا.
ونحن مفسرون هذا الباب، كما فسرنا ما قبله:
أما قوله: تقول اعمل على حسب ما أمرتك مثقل، وحسبك ما أعطيتك، فالأصل فيهما جميعا واحد، وإن اختلفت فيهما الحركة والسكون، فأما المفتوح السين منهما فبمعنى القدر والمثال، كما يقال: اعمل على قدر ذلك، وعلى مثال ذلك. وقال "الأصمعي": الحسب بفتح السين اسم الشيء المحسوب، والحسب بالسكون مصدره. وقال "الخليل": الحسب بالفتح الشرف في الآباء، يقال: رجل حسيب وكريم الحسب. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه:"الحسب المال، والكرم التقوى" فكأنه اسم وضع للشرف والغنى، على وزن الشرف والكرم، والنشب والنسب. وأما الساكن السين، فإنه اسم جعل من أسماء الأمر والنهي في حال، ووصفا للنكرة في حال، وهو في الأمر موضوع في موضع الفعل المأمور به، بمعنى: قدك وقطك، إلا أنه مرفوع بالابتداء معرب؛ لتمكنه، مضاف إلى ضمير المخاطب، أو اسم ظاهر أبدا. وإنما تريد