هذا باب قد خلط فيه أبوابا مختلفة، كان حقها أن يصنفها على مراتبها، فلم يفعل ذلك وجمعها في باب ما يفتح أوله، مما تلحن العامة فيه، فتكسره أو تضمه، والفتح الصواب. ومنه ما يجوز كسره، وإن كان الفتح أجود.
ونحن نبين من كل ذلك ما يجب تبيينه:
فمن ذلك قولهم: هو الفقر، بالفتح، يريد أن العامة تضمه، وليس الضم فيه بخطأ. ولكنه اسم مثل العسر والجهد والضعف. والمصادر منها؛ الجهد والضعف والفقر وإن كان لم يجر على هذه المصادر فعل، كقولهم: فقر يفقر، وإنما يقال: افتقر ويجوز أن يكون الفتح والضم فيها على لغتين بمعنى واحد. ومن العرب من يفتح أوائل جميع هذا، إذا كان إعرابها في آخرها النصب، ويضمها إذا كان إعرابها الرفع، ويكسرها إذا كان إعرابها الجر، على الاتباع. وينبغي لمن قال بالمعرب من مكانين أن يجعل هذا الضرب منه. وزعم بعضهم أن فتح أوائل هذا الضرب/ لمعنى، وضمها لمعنى آخر، وكسرها لآخر، وهو أقيس القولين أو الأقوال فقالوا: الضعف بالضم في الجسد. ومنه قول الله عز وجل:(الله الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ) والضعف بالفتح في الرأي والعقل، ونحو ذلك. وكذلك جميع نظائره. وهذا مذهب حسن، وكذلك الفَقر والفُقر.
وأول ما ذكره في الشَّعْر والشَّعَر، والشَّمْع والشَّمَع، والنَّهْر والنهَر، من سكون