وهو المترجم بباب المفتوح أوله، والمضمون، باختلاف المعنى
اعلموا أنه ليست كلمة تأتي بحركتين مختلفتين؛ إلا لاختلاف معنيهما، ولا يجوز أن تختلف الحركتان والمعنى فيهما واحد؛ لأن كل حركة موضوعة لمعنى، كما أن كل حرف لمعنى، وإن كان كثير من اللغويين يتوهمون أن الكلمة قد تفتح وتضم بمعنى واحد؛ لخفاء الفرق بينهما عليهم، واشتباه المعنيين عندهم. وهذا الباب كثير جدا نحو قولهم: الجهد والجُهد، والضعف والضعف والخبر والخبر، والخراج والخُراج، والجناح والجناح، وما أشبه ذلك. وإنما كان غرض ثعلب أو أكثر قصده: ما كان على فُعلة وفَعلة، فلم يقيد الباب على ما قصد بالمثال فيزول عنه الشبهة، وترجمه بما يلبس. فما كان من هذا الباب على فعلة، بالفتح، فهو على المصدر للمرة الواحدة، وما كان على فعلة بالضم فهو لمقدار الشيء، كقولنا: أكلت أكلة واحدة، وهي أكلة طيبة، ولقمت لقمة واحدة، وهي لقمة، وغرفت/ غرفة واحدة، وهي الغرفة. وما لم يكن من المصادر فهو اسم موضوع للشيء على هيئته، وتختلف حركات أوله، لفروق غير هذا؛ كاللَّحمة واللُّحمة.
ونحن مفسرون ما ذكر في هذا الباب، مما قصده، ومما خلط فيه، على سبيل ما فسرنا به ما قبله، إن شاء الله [تعالى].
أما قوله: لحمة الثوب، بالفتح، ولحمة النسب، ولحمة البازي والصقر: ما أطعمته إذا صاد؛ فقد شرحنا في عدة أبواب متقدمة أن الفعلة بالفتح اسم المرة الواحدة، وأن الفعلة، بالضم، لمعان غير ذلك؛ كالمضغة والمضغة، والأكلة والأُكلة، وكذلك الفرق بين اللَّحمة واللُّحمة. أما المفتوحة فتكون اسما للفعلة الواحدة، كقولك: لحمته لحمة واحدة، إذا