للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللحم مرة واحدة، أو أعطيته. وتكون أيض اسما للقطعة من اللحم كما يقال: تمرة وتمر، فتكون لحمة الثوب على هذا؛ اسم ما يجعل في الثوب على التشبيه، بما يطعم الرجل من اللحم، أو يعطاه؛ لأن اللحمة للسدي، كاللحم للأكل؛ لأنه يحشى بها سداه. ومنه قولهم: ثوب ملحم، إذا كان سداه من لون، ولحمته من لو آخر. وفعله: ألحمته مثل أعطيته وأطعمته. وأما لحمة النسب وضمها، فالشيء الذي يوصل به النسب، وهي مأخوذ من اللحام، على بناء الفوفة والوصلة والشبكة والخلة. وأما لحمة البازي، فبمنزلة الأكلة والطعمة وهو: مقدار ما يأكله ويطعمه من اللحم الذي يصيده، مثل الغرفة واللقمة، ونحو ذلك، مما قدمنا شرحه.

وأما قوله: والأكلة: الغداء والعشاء، والأكلة واللقمة، فإن الغداء والعشاء مما لا يوجد ضمة ولا غيرها. وإنما الأكلة، بالفتح مقدار ما يأكله الآكل في مقعد واحد، في أي وقت كان، من غدو أو عشي أو/ غيرهما، كالغرفة. وأما الأكلة التي هي لقمة فمستعارة للقمة؛ لأن اللقمة ليست مقدار ما يأكله الآكل في مقعد واحد، ولكنها مقدار ما يلقمه الآكل، أي يدخله في فيه؛ لأن القم: اللقم وكذلك قيل لفوهة الطريق: لقم الطريق. وقد شرحنا فيما تقدم الفعلة ووجوهها. والعامة تقول: الأكلة بالفتح. وأيضا الأكلة: المرة الواحدة. ومنه قول العرب: "رب أكلة تمنع أكلات".

وأما قوله: وجلة الماء بالضم: معظمه. وسمعت لجة الناس، تعني أصواتهم فإن اللجة بالضم اسم أكثر مواضع البحر ماء، وهو من المقدار الذي بني على فعلة. وقال "الخليل": هو أكثر الماء وأوسعه وأبعده من الأرض، لا يرى فيه إلا الماء والسماء، كأنه يعني وسط البحر، وهو مبني على فعلة كالغرفة والفرقة. وقد مضى شرح ذلك. وقال الله تعالى:

<<  <   >  >>