اعلموا أن هذا باب لا معنى لإفراده؛ لأنه مما كان يجب أن يرفق في سائر الأبواب المتقدمة فتجعل كل كلمة منه في بابها.
ونحن مفسروه على ما فسرنا غيره، إن شاء الله [تعالى]:
أما قوله: في صدره عليه غمر، أي حقد، بكسر الأول وسكون الثاني، فإنما كسر لمضارعته الحقد في المعنى، وهو اسم ما يغشى القلب من العدواة، ويغمره، أي يغطيه،/ ولا يعرف له فعل مستعمل، إلا أن يقاس، فيقال: قد عمر قلبه يغمر غمرا، فيكون الغمر اسما في موضع مصدره. ولا أعلم العامة تلحن في هذه الكلمة، بل تقولها كما يقولها الخاصة.
وأما قوله: هو منديل الغمر؛ فإنه يعني بالمنديل الذي يبسط على المائدة، أو تحتها، ليتمسح به الآكل. والغمر ما يغشاه من زهومة ووسخ من الأيدي والطعام. وقد غمر المنديل يغمر غمرا. ويقال لليد الزهمة أيضا: غمرة. وقد غمرت تغمر غمرا.
وأما قوله: والغمر من الرجال: الذي لم يجرب الأمور، وهو المغمر، فإن الغمر بضم الأول وسكون الثاني. وجمعه: الأغماء. ومعناه: الذي تغمره الأمور، ويغرق فيها، ولا يهتدي لوجهها. وإنما قيل له: مغمر؛ لأن الناس غمروه، أي وصفوه بأنه غمر، يغمرونه تغميرا، أو أو الله خلقه غمرا، فهو الذي غمره. وقال الشاعر: