دع المعمر لا تسأل بمصرعه واسأل بمصقلة البكري ما فعلا
والعامة لا تلحن في هذا الحرف ايضا، وإنما يسمونه: الغمر.
وأما قوله: الغمر من الماء: الكثير، يعني بفتح الأول وسكون الثاني. قال: ومن الرجال: الكثير العطاء، فإن الماء الكثير إنما سمى غمرا بمصدر فعله؛ لأنه يغمر الأشياء غمرا، أي يغطيها. يقال: غمره الماء يغمره، وهو غامره، كما قال الأعشى في الغواص في البحر:
نصف النهار الماء غامره وشريكه بالغيب ما يدري
وشبه الرجل الكثير العطاء به، لأنه يغمر السؤال بعطائه. ويقال: إنه لغمر النائل،/ وغمر الخلق، وغمر الرداء، كما قال الشاعر:
غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا غلقت لضحكته رقاب المال
وهذا أيضا لا تلحن فيه العامة، بل يسمونه الرجل الغمر. ويسمون الكثير من المال: الغمر، ويقولون: طبخته بغمرة من الماء، ويعرفون تفسيره.
وأما قوله: والغمر: القدح الكبير، فإن يعني أنه مضموم الأول مفتوح الثاني وفيه يقول أعشى باهلة:
تكفيه حزة فلذ إن ألم بها من الشواء ويروي شربه الغمر