اعلموا أن المذكر والمؤنث إنما يشتركان في الهاء، إذا لم تكن الهاء للتأنيث المحض، ولكن للمبالغة والعوض، أو الفرق بين الواحد والجمع، أو للمرة من المصدر، أو كان مصدرا قد وصف به، أو لمعنى من ذلك.
فمن ذلك قوله: رجل ربعة، وامرأة ربعة، والتاء فيها للمبالغة، مثل الهلباجة والجخابة والداهية والبهيمة، فهذا بمنزلة الباب الذي قبله، ولولا ذلك لما اشترك فيه المذكر والمؤنث وقد كان يجب أن يدخل هذا الباب في الأول، ففصله/ منه؛ ليكثر أبوابه، أو من أجل ذكره الربعة؛ لأنه ليس مما جرى على الفعل، ولا مما بني مثاله للمبالغة، وإن كانت التاء فيه للمبالغة. والربعة من الرجال: من كانت قامته بين القصير والطويل. ويروى في حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان فوق الربعة". وأنشدنا المبرد عن المازني لبعض الأعراب يقول لجار له، عيرته القصر، تسمى جعفرا:
يا جعفر يا جعفر يا جعفر أراك ربعة وأنت أقصر
وقد يقال للربعة: الربع، بغير هاء، والمربوع على معنى ربع يربع، وهو مربوع ومنه قولهم للحبل، إذا فتل على أربع قوى: مربوع، ورمح مربوع، أي غير طويل وقال لبيد: