للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصحيح الباب السابع والعشرين

وهو باب ما الهاء فيه أصلية/

اعلموا أن هذه الباب ليس من باب المذكر والمؤنث في شيء، وإن كانت العامة تخطئ فيه. ونحن مفسروه على نحو ما فسرنا غيره، إن شاء الله [تعالى]:

أما قوله: يقال: جمع الماء: مياه، والقليلة: أمواه؛ فلأن الماء قد أبدلت من الهاء التي في آخره همزة. وأصله: ماه، بإظهار الهاء، فأما الألف فيه فمنقلبة من واو مفتوحة. وكان في الأصل موه، على وزن فعل؛ ولذلك كان أدنى العدد منه على أمواه؛ وزن أفعال، كما قال الشاعر:

سقى الله أمواها عرفت مكانها جرابا وملكوما وبذر والغمرا

والجميع الكثير منه على مياه، بوزن فعال، وصارت الواو في مياه ياء، من أجل كسرة الميم. والعامة تجمع الماء على الأمياء، تتبع لفظ الماء بغير هاء، وتأتي بالياء بدلا من الواو، كما يقال في مياه. والماء: اسم للمطر وغيره مما يغتسل به ويتطهر، وتطهر به الأشياء، ويشرب ويحيا به الحيوان والنبات وكل شيء، كما قال الله تعالى: (وجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ). وماء الوجه: حياؤه وجاهه وحسنه وطرأته، ويقال له: الموهة على فعلة. يقال: ما أحسن موهة وجهه، ويقال: رجل ماه القلب بالهاء، أي ليس بذكي القلب وتصغير الماء: مويه. ويقال: سيف مموه، وسكين مموهة، أي مطلي بالذهب

<<  <   >  >>