للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والهذر: الإسقاط في الكلام، وليس الهذر كثرة الكلام، حتى يكون معه سقط، فإذا كان فيه سقط فهو الهذر، قل أو كثر، يقال: هذر يهذر هذرا، وهو هاذر، هذور، هذار، مهذار، هذارة، هذر، هذرة أيضا.

وأما قوله: ورجل همزة لمزة، وامرأة كذلك، وهو الذي يعيب الناس في حروف كثيرة، فإنهما مثل ما فسرنا، ولهما فعل متصرف، وفاعل يجري عليهن يقال: همزه يهمزه همزا، فهو هامز، إذا غمز فيه، بالمغيب. ويقال إن اللمز في المواجهة، يقال: لمزه يلمزه فهو لامز، كما قال الله تعالى: (ومِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ) أي غمزه فهو غامز. وقال [تعالى]: (هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) وقال [تعالى]: (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ)، وقال الشاعر:

تدلي بود إذا عاينتني كذبا وإن تغيبت كنت الهامز اللمزه

ومنه فيه للعصا، التي في رأسها حديدة كالمسمار ينخس بها الدواب: المهمزة. وجمعها: المهامز، وهي أيضا حديدة يشدها الرائض في عقب خفه، فيركض بها جنب الدابة إذا شمست، ومنه قول الشماخ:

أقام الثقاف والوليدان درأها كما قومت ضغن الشموس المهامز

ومن هذا سميت "الهمزة" من الحروف؛ لأنها تهمز بالحلق، أي تغمر. والسنورة تهمز الفأرة بأنيابها، أي تعمزها. وقيل لأعرابي: أتهمز الفأرة؟ قال: الهرة تهمزها.

<<  <   >  >>