للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنورا سَرْعَ ماذا يا فروقُ وحبلُ الوصل منتكث حذيق

وأما قوله: رجل صرورة، وامرأة صرورة للذي لم يحج، فهو أيضا على فعول، وهو من أبنية المبالغة، وليس يستعمل منه في هذا المعنى فعل ولا اسم فاعل، جار على فعل ولكن يقال للذي لم يحج الفريضة: صرورة بالهاء للزيادة في معنى المبالغة، وللذي لم يتزوج، ولا يريد النساء، وللمرأة التي لا تريد التزوج: صرورة أيضا، كما قال النابغة في الراهب:

ولو أنها عرضت لأشمط راهب عبد الإله صرورة متعبد

كأنه في المعنى من صر خلف الناقة، ومنع لبنها من الحلب والرضاع، مثل الشاة المصراة وهي المحفلة.

وأما قوله: رجل هذرة، للكثير الكلام، وامرأة هذرة للكثيرة الكلام؛ فمن أبنية المبالغة على غير مثال فعول، ولكن على فعل، مثل قولهم: رجل حطم، أي شديد الحطم ودليل ختع، أي جيد الدلالة، ولكن قد ألحقت فيه علامة التأنيث أيضا؛ لتوكيد المبالغة، فقيل: هذرة، واصله: هذر، كما قال الراجز:

قد لفها الليل بسواق حطم ليس براعي إبل ولا غنم

ومثل هذا قولهم: رجل ضحكة، أي كثير الضحك، وهزأة، أي كثير الهزء، ولعنة للكثير اللعن./ وقد مضى بعض هذا قبل هذا الموضع.

<<  <   >  >>