وهذا أيضاً مما قد خلط فيه ضروبا مختلفة، مما ينضم أوله، ولم يميز كل صنف منها على حدته.
ونحن مفسروه على ما رتب، على سبيل ما شرحنا غيره:
فمن ذلك قوله: تقول لمن اللعبة، وهذا باب فعلة، بضم الفاء، ويشترك فيها أشياء مختلفة؛ لتقارب ما بينها على اختلافها؛ فمنها: ما يكون لمقدار الشيء، كالغرفة والأكلة والجرعة، أي مقدار ما يغرف ويؤكل ويجرع. ومنها ما يكون لما يفعل به؛ كاللعبة، التي يلعب [بها]، والهزأة، لمن يهزأ به، والسخرة، لمن يسخر به. ومنها ما يكون اسما للون، يجري مجرى المصادر، كالحمرة والشقرة، والصفرة والخضرة، والكلفة والحوة. ومنها ما يكون كالآلة، يستعد [بها]، كالأهبة والعدة والسفرة. ومنها ما يكون للفضلة من الشيء والزيادة فيه، كالغرلة والقلفة والجلدة. ومنها ما يكون جمعا لفاعل في الوصف، كقولهم: روقة وفرهة وسوقة، ونحو ذلك، وهو كثير، وإنما اشتركت فيه الأشياء في هذه البنية من الفعل؛ لتقارب معانيها.
واللعبة فعلة من اللعب، واللعب ضرب من الهزل والعبث واللهو، يقال: لعب الرجل يلعب لهبا، فهو لاعب، كثير اللعب. ولعبة بسكون العين، يلعب به، لعبة