الجمل [عدلان] بالكسر؛ لأنه قد سوي أحدهما بالآخر ومنه: جعلت فلانا عدلا لفلان. قال "الخليل": العدل: مثل الشيء سواء بعينه، لا يخالفه في قليل ولا كثير، وهما معتدلان. وأما العدل الذي هو قيمة الشيء فسمي بالمصدر من قولك: عدلته أعدله عدلا، إذا ساويته به؛ لأنه من قولك: عدل في الحكم عدلا، وهو ضد الجور، وبه سمي الرجل: عدلا. والعدل: الحكم بالحق. ومنه قوله تعالى:(أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا) أي يكون مثله في العدل والحق، ولكن خص بالمصدر، ليكون مفتوحا فلا يلتبس بالعدل وقيمة كل شيء مثله في المعنى؛ ولذلك قلنا إنهما يرجعان إلى معنى واحد. ومن القيمة قول الله تعالى:(وإن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا) أي إن تفتد كل فداء لا يقبل منها. والفداء قيمة كل شيء. وقال "الخليل": ومنه قولهم: قد عدلت الشيء، أي أقمته؛ لئلا يميل عدلا، حتى اعتدل. وأنشد قول الشاعر:
صبحت بها القوم حتى امتسكـ ـت بالأرض أعدلها أن تميلا
ومنه قولهم: عدلت فلانا عن طريقة، وعدلت الدابة إلى مكان كذا وكذا، عدلا، أي عطفته وصرفته فانعدل، فهو لهذه المعاني، ليس للقيمة وحدها كما/ قال أحمد ابن يحيى.