للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا أبلغا هاروت عني رسالة وماروت أن قد جاء ما تريان

وأن عتاق الطير يسقط نورها على علبة الهلباجة الأليان/

فهؤلاء وإن أشبهوا البهيمة في أخلاقهم، أو خلقهم؛ فإن سبيلهم في دخول الهاء على أسمائهم سبيل البهيمة نفسها في دخول الهاء فيها للمبالغة؛ وذلك لأن البهيمة من الحيوان ما أبيهم عن العقل والمعرفة والمنطق، ولم يعرف إلا الأكل والنكاح والنوم. والبهيمة بالهاء إنما لحقها الهاء لما ذكرنا، أو علامة للواحدة، كأنها بهيمة من بهيم، مثل تمرة وتمر، أو كما وصفنا من المبالغة؛ فالذكر والأنثى فيها سواء. قال الله عز ذكره: (لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) فعم بذلك الذكران والإناث. وكذلك دخول الهاء في هذه الأسماء؛ إنما هي للمبالغة في نعوتهم، لا على التشبيه بالبهيمة، ولو كان على التشبيه بها، لاشتق لها أوصاف من لفظ البهيمة. واللحانة مثل النسابة سواء. وقد مضى شرح ذلك. وإنما ذكرنا في هذا الباب؛ لأن العامة تغلط فيه؛ فتتوهم أن الهاء للمؤنث، وحذفها للمذكر في كل شيء.

وهذا آخر هذا الباب.

* * *

<<  <   >  >>