(أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ) معناه في بحر واسع، وهو منسوب إلى اللجة. وأما اللجة بالفتح على فعلة؛ فاسم للمرة الواحدة، وهما من أصل واحد؛ لأن اللجة: كثرة الأصوات وغلبتها أيضا، إلا أنها المصدر للمرة الواحدة كقولك: قد لج يلج لجة واحدة. ومنهما أخذ اللجاج واللجاجة في كل شيء. وكل فعلة في هذا الباب، فهو من الباب المقدم المضموم أوله، وكان حقه أن يضمه إلى ذلك الباب.
وأما قوله: والحمولة والأحمال، والحمولة: الإبل التي يحمل عليها. وتكون من غير الإبل، فإن الأحمال ضم أول الفعولة منها؛ لأنها بمعنى الجمع الذي على فعول كما قال النابغة:
أصاح ترى وأنت إذن بصير حمول الحي يرفعها الوجين
وقال "الخليل": الحمول بالضم الإبل بأثقالها، وإنما علم التأنيث في آخر حمولة لمبالغة معنى/ الجمع، وللفرق بين الأثقال وحدها، وبينها على الإبل وغيرها، مما يحمل عليه ففتح أول الفعولة منها؛ لأنها صفة بمعنى فعول، نحو ضروب وقتول وحمول، وأدخل فيها علم التأنيث أيضا للمبالغة، والفرق بين الواحد والجمع، ومعناها معنى الحاملة. ومنها قول الله تعالى:(ومِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وفَرْشًا) وكلا الوجهين اسم، وليس بوصف. وقال عنترة في الحمولة:
ما راعني إلا حمولة أهلها وسط الديار تسف حب الخمخم
وأما قوله: والمقامة: الجماعة من الناس، والمقامة: الإقامة؛ فإن المقامة بالضم