للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني وفتحه فغلط منه في هذا الباب؛ لأنه مترجم بما انفتح أوله لا ثانيه. وكثير من أهل اللغة يقولون: كل ما كان الحرف الثاني منه من حروف الحلق، جاء فيه التسكين والفتح. وليس ذلك عند أهل النظر والقياس منهم صحيحا. وإنما ذلك لغات جاءت في أحرف قليلة على غير قياس، فيما كان ثانيه حلقيا أو غير حلقي، ولا يطرد هذا في حروف الحلق. وإنما التسكين فيها لغة، والفتح آخرى، سماعا من العرب، كأن من قال من اللغويين بهذا نظر إلى الأفعال المضارعة، التي تفتح لما فيها من حروف الحلق فظنوا أن ذلك في الأسماء كذلك، وهو غلط منهم؛ لأن الحرف الذي يحرك بالفتح في الفعل من أجل حروف الحلق، أصله التحرك بغير الفتح، فليس بنقل عن الحركة إلى سكون ولا عن سكون إلى حركة، وإنما تجعل حركته من جنس حرف الحلق للمقاربة بين الحرف والحركة، وهذه الأسماء إن كانت في الأصل ساكنة الأوسط لم يجز تثقيلها بالفتح؛ لأن الساكن أخف من المتحرك، وإن كانت في الأصل مفتوحة فليس يجب أن تسكن؛ لأن الفتحة لا تستثقل، وإنما يسكن المضموم والمكسور خاصة لثقل الضم والكسر، في مثل كتف وعضد.

وقوله: / دخل هذا في القبض، بفتح الباء، ليس القبض بمصدر، ولكنه اسم المال المقبوض. وإنما مصدره: القبض، بسكون الباء تقول: قبضته قبضا، وهو: الأخذ بجمع الكف من كل شيء، وإنما الفتحة في الثاني من القبض، فليس هذا بابه، لأنه ترجم الباب بما أوله مفتوح.

وقوله: العربون، هو الذي تسميه العامة: "الربون"، وهو كلمة فارسية معربة، أصله: أرمون، وهرمون. ويقال في تعريبها أيضا: العربون على مثال: العصفور. ويقال: العربان على مثال: القربان. وليس شيء من ذلك بمصدر، وإنما هو اسم لما يسلف في ثمن السلعة، أو من أجرة الصنعة، ولكنه إذا صرف منه الفعل أقيم مقام المصدر، فقيل: عربنته عربونا، ونحو ذلك.

وقوله: الحرب خَدعة، وأنه أفصح اللغات؛ لأنها لغة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد غلط فيها؛

<<  <   >  >>