بقولك: حسبك ما أعطيتك ما تريد بقول:: كفيتك ما أعطيتك، أي ليحسبك ذذلك وليكفيك، كما يقال: رحمة الله على فلان وصلوات الله عليه، على لفظ الابتداء والخبر، ومعناه: ليرحم الله، وليصل الله، وهو دعاء، والدعاء كالأمر والنهي، يقال: أحسبني الشيء، أي كفاني. وأما وضعه وصفا للنكرة فقولك: مررت برجل حسبك من رجل، مثل قولك: مررت برجل كفئك وهذك. ويقال أيضا: حسبك به فارسا، أي اكتف به فارسا، وذلك في الأمر. وقد يستعمل اسما مضافا، متضمنا فاعلا ومفعولا ومبتدأ مخبرا به كقولك: حسبي الله، وقولك: حسب زيد ما عنده. وقد يحذف منه الإضافة فيبنى على الضم، بمنزلة قبل وبعد، كقولك: افعل ذلك حسب لا تراد به الإضافة، فهو معرف من غير/ جهة التعريف. ومن هذا قولك: احتسبه عند الله. وفعلت ذلك حسبة واحتسابا.
وأما قوله: جلس وسط القوم، يعني بينهم، وجلس وسط الدار، واحتجم وسط رأسه فإن وسط القوم بسكون السين مصدر قولك: وسطت القوم وسطا وسطة، مثل وعدتهم وعدا وعدة، كما قال الراجز:
وقد وسطت مالكا وحنظلا جمهورها والعدد المؤبلا
فأسكن ثانيه، كأنه مثله، كما أسكن "بين" لأنه في المعنى مثله، وهو منصوب الآخر كنصب بين" أو مجرور بحرف الجر مثل "بين" سواء. وأما وسط الدار، بفتح السين فاسم لكل واسطة من جميع الأشياء، ولذلك فرق بينهما بالسكون والفتح وليس بمصدر، وما بين طرفي كل شيء وسطه بالفتح وواسطته. وقال "الخليل": إنما سمي