للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واسط الرحل؛ لأنه بين القادمة والآخرة، وكذلك واسط القلادة وواسطتها، وهي الجوهرة التي تكون في وسط الكرس المنظوم. ومنه قول الله عز وجل: (وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وسَطًا)، أي أعدل الأمم وأفضلهم. وهذا معنى الوسط في كل شيء، بين الغالي والمقصر. وجمعه: الأوساط. ومنه قولهم: فلان من أوساط الناس.

وأما قوله: والعجم: حب الزبيب والنوى، والعجم: العض؛ فإن أصل هذين واحد، إلا أن النوى من الزبيب وغيره، فتح ثانيه على مثال النوى؛ لأنه في معناه وواحدته: عجمة، كالنواة، وهو اسم ما صلب من حب التمر كله. وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه قال لعمرو بن العاص، أو غيره: "يا ابن المستفرمة بعجم الزبيب" وهو شيء يشتم به الإماء. وأما الساكن فمصدر قولك: عجمت العود والسهم وغيرهما أعجمه/عجما، إذا عضضته؛ لتعرف صلابته ولينه، كما قال "الحجاج": "إن أمير المؤمنين نثر كنانته، فجعمها عودا عودا، فوجدني أصلبها". ويقال: "إن فلانا لصلب المعجم" أي لا يطمع فيه. وفلان لين المعجم، وهو مثل الغمز. ويقال للرجل إذا كان مجربا: قد عجمته الأمور، أي عضته وضرسته ونجذته أي أحكمته.

وأما قوله: وهو يوم عرفة، وخرجت على يده عرفة، وهي قرحة؛ فإن "عرفة" بفتح الراء اسم علم لجبل أو لمكان، خلف "منى" وهو موقف الحجاج، يوم الحج الأكبر

<<  <   >  >>