ويسمى أيض: عرفات، على لفظ الجمع، ولا يدخل عليهما الألف واللام، للتعريف؛ لأنهما معرفتان. ويقال: إنما سميت "عرفة" لعلوها، وهي مأخوذة من العرف. ويقال من معرفتها وشهرتها. والوجهان أصل واحد.
وأما الساكنة الراء فواحده مثل القرحة في المعنى والوزن، وهي أيضا مأخوذة من الأصل الأول إلا أنها نكرة تدخل عليها الألف واللام للتعريف. والعامة تقول: يوم العرفة وهو خطأ. وعرفة هذه لا تنصرف. وفي عرفات وجهان؛ الصرف وتركه.
وأما قوله: وحطب يبس، كأنه خلقة، ومكان يبس، إذا كان فيه ماء فذهب، فإنه لا يكون حطب خلقته اليبس، وإنما ييبس بعد رطوبته وأصله كسر الباء، وهو من قولك: يبس الشيء ييبس يبسا، على القياس؛ لأنه على فعل يفعل، فلا يكون مصدره إلا فعلا، بفتح العين، وهو يبس، ويابس، على فعل وفاعل، ولكن قد أسكن ثانيه استثقالا للكسرة، فقيل: يبس، كما يقال: كتف، كما قال الشاعر:
كما خشخشت يبس الحصاد جنوب
وأما قوله: مكان يبس،/ بفتح الثاني، إذا كان فيه ماء فذهب، فإنما ذهب إلى قوله تعالى:(فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي البَحْرِ يَبَسًا لاَّ تَخَافُ دَرَكًا ولا تَخْشَى) ولم يؤمر موسى صلى الله عليه أن يضرب لهم طريقا في موضع كان فيه ماء فذهب ويبس. وإنما أمر أن يحدث طريقا يبسا في البحر الذي فيه الماء، فتوهم "ثعلب"- رحمه الله- أن