للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اليبس لا يوصف به إلا الطريق الذي كان فيه ماء ثم ذهب، وليس كذلك لأن كل طريق يابس فهو يبس، وإن كان فيه قبل يبوسته ماء أو لم يكن قط فيه ماء. وإنما فتح هذا؛ لأنه وصف بمصدره الذي قدمنا ذكره فيما قبله، فترك على الفتح الذي كان عليه، لخفة الفتح، كما يقال: رجل دنف. وقال "الخليل": طريق يبس، أي لا ندوة فيه، ولا بلل. وفسر به الآية، وقال أيضا: اليبس: الكلأ الكثير اليابس.

وأما قوله: وفلان خلف صدق من أبيه، وخلف سوء، والخلف: من يجيء بعد، والخلف: الخطأ من الكلام، يقال: "سكت ألفا ونطق خلفا"؛ فإن الخلف بفتح اللام، إذا نطق به بغير إضافة ولا صفة، فهو الصالح والطالح من كل شيء خلف شيئا، فإذا خص به الصالح أضيف إلى الصلاح، فقيل: خلف صدق وإن خص به الطالح أضيف إلى ذلك فقيل: خلف سوء. وقدم قبله نعم أو بئس فقيل: نعم الخلف، وبئس الخلف. والصفة مثل قولك: خلف صالح. وخلف طالح. وقال بعض الرجاز:

إنا وجدنا خلفا بئس الخلف عبدا إذا ما ناء بالحمل خضف

والسوء مصدر ساء يسوء سوءا.

وأما الخلف بسكون اللام فاسم لكل مذموم من المتخلفين، قال الله عز ذكره: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ). ويقال:/ هذا خلف من الكلام، إذا كان لحنا أوخطأ، أو كذبا أو فاسدا، قال لبيد:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب

<<  <   >  >>