للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في هذا المعنى لغة أخرى على فعلت بغير ألف، وهو جبرت فأنا جابر. وإذا كثر ذلك منه قيل: جبار. وفي دعاء أو تسبيح لعلي بن أبي طالب عليه السلام: (جبار القلوب، على فطرها" ومنه قول الله عز وجل: (العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ).

وأما قوله كنفت حول الغنم كنيفاً، إذا حظرت، وأكنفت الرجل، إذا أعنته، فهو مكنف، فإن أصل هذا من الكنف، بفتح الكاف والنون، وهو الناحية. والكنفان من الإنسان وغيره ناحيتاه. وقال الأعشى:

أو بيضة الأدحي ألجأها كنفا الظليم بوهدة قفر

يقال منه: كنت في كنف فلان؛ أي في ناحيته. ويقال في الدعاء عن الوداع: في كنف الله، وفي ستره؛ أي في حفظ الله. وقد كنفه الله يكنفه. وكذلك الرجل يكنف صاحبه. وقد كنفه، أي حفظه وحرسه وصانه. وكذلك الغنم وغيرها، إذا جعل لها حظيرة، فإنما تحفظ فيها، وتحرس، وهي في ناحية من المكان؛ فلذلك يقال: كنفتها أكنفها. والفاعل: كانف. والمفعول: مكنوف. والمصدر: الكنف، بفتح الكاف وسكون النون. والكنيف اسم ما يجعل حول الغنم وغيرها، كالمغتسل والمتوضأ، وهو فعيل بمعنى مفعول، أي مكنوف. فأما قولك أكنفت الرجل، بالألف، إذا أعنته، فليس بخارج عن الصيانة والحفظ، وإن زاد فيه معنى الإعانة؛ لأن كل من أعين، فقد كنف أيضاً، ولكن/ نقل إلى الألف، من أجل أنه في معنى أعان، وللفرق بين المعنيين بعلامة. والعامة لا تعرف الإكناف في الإعانة، وليس يمتنع من أن يقال فيها كنفت، بغير ألف.

وأما قوله: أعجمت الكتاب، فهو معجم، وعجمت العود ونحوه، إذا عضضته أعجمه فإن قوله: أعجمت الكتاب؛ بالألف مأخوذ من حروف المعجم، التي لا معنى لها؛

<<  <   >  >>