من: شكلت الدابة، إذا شددت إحدى رجليه إلى يديه، فمنعته من المشي والعدو؛ لأن ذلك يلبس عليه التصرف ويمنعه منه، فشبه التباس الأمر في كل وجه به، ولكن نقل الفعل إلى الأمر بالألف، فصار فعلاً غير متعد إلى مفعول، بمعنى ألبس علي الأمر، وعلى وزنه؛ لأنه بمعنى المطاوعة كقولك: خلطت عليه فاختلط، وخلطته فاختلط. والعامة تقول: شكل علي الأمر، وهو خطأ.
وأما قوله: أمر الشيء، إذا صار مرا، فكما فسره، ولهذا نقل بالألف؛ لأن الألف تأتي في معنى صار الشيء كذا وكذا. ويقال: كلمته فما أمر ولا أحلى. أي ما تكلم بحلو ولا مر. وفاعل هذا: ممر. ومصدره: الإمرار. والعامة تقول: قد مر إذا صار ذلك مرا، بغير ألف. وقد روي ذلك في بعض اللغات أنه قد يقال: مر وحلا. وينشد للطرماح:
لئن مر في كرمان ليلي لطالما حلا بين تلى بابل فالمضيح/
وقال بعض العلماء: كل طعام وشراب، تحدث فيه حلاوة أو مرارة، فإنه يقال فيه قد حلا يحلو، وقد مر يمر. وكل ما كان من دهر أو عيش أو أمر، يشتد ويلين ولا طعم له فإنه يقال فيه: أحلى يحلى، وأمر يمر؛ لأنه مشبه بما له طعم، فنقل الفعل إليه بالألف، كأنه من الطعوم، على الاستعارة.
وأما قوله: أغلقت الباب، فهو مغلق، وأقفلته فهو مقفل. فإن قوله: أغلقت فإن معناه شددته بالغلق وأوثقته وأرتجته. وأما أقفلت فمعناه أوثقته بالقفل. والعامة تقولهما جميعاً، بغير ألف، وهو خطأ. وفي ذلك يقول الشاعر: