وأما قوله: رجل ذليل، بين الذل والذلة والمذلة، ودابة ذلول، بينة الذل فإن الأصل منهما معنى واحد، ولكن فرق بين أمثلة مصادرهما واسمائهما؛ للفرق بين الذليل من الناس، والذلول من الدواب؛ فالذل: الهوان، بالضم، ومصدره: الذلة، بالكسر، والمذلة، والذل، بضم الأول، ولكل واحد منهما وجه؛ فأما الضم فمثل الضعف والجهد والفقر. وأما الذلة، بالكسر فمثل: الجلسة والمشية. وأما المذلة فمثل: المذمة والمحبة. وأما الذلول؛ فالمروض السهل الملين من كل شيء، ومصدره: الذل، بالكسر، فرق بينه وبين مصدره الأول، كما فرق بين الأسماء بفعيل وفعول، والفعل منهما على مثال واحد: ذلك يذل، بفتح الماضي، وكسر المستقبل. وإذا نقل فعلهما إلى غيرهما قيل في الذليل: أذللته إذلالاً، بالألف فذل، وفي الذلول: ذللته تذليلا فتذلل، بالتشديد. ومنه قول الله عز وجل:(وذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً) وأنشد الليث بن المظهر عن أبي الثروان في مصدر الذلول:
على جلال مثل ركن التل أغلب يعطي رأسه، للذل
وأما قوله: رجل نشوان من الشراب، بين النشوة، ورجل نشيان للخبر، بين النشوة، إذا كان يتخير الأخبار. وأصله الواو بزعمه؛ فإن النشوة، بفتح النون: السكرة من الشراب وغيره؛ يقال: نشي ينشى، مثل: سكر يسكر كما يقال: رضي يرضى، وانتشى ينتشي، فهو نشوان، والمرأة: نشوى، والجميع: نشاوى. وقال يزيد: