للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما قوله: ومنه كل اسم أوله ميم، مما ينقل ويعمل به، فهو مكسور الأول كقولك: ملحفة وملحف، ومطرقة ومطرق، ومروحة ومروح، ويجمع ثلاث مراوح. ومرآة وتجمع ثلاث مراء، ومئزر ومحلب، للذي يحلب فيه، ومقطع ومخيط؛ فإنه إنما يريد الأدوات، وليس الميم في أولها من أجل أنها أداة تنقل، ولكن لما كان الاسم في معنى المفعول به، ومما يعمل به على كل حال، جعل في أوله الحرف الذي يجعل في أوائل الأسماء المفعولة من الثلاثي والرباعي، وفي الزمان والمكان؛ كقولهم: هو مفعول، ومُفعَل ومُفعَّل، ومستفعل، ومَفعَل، ونحو ذلك؛ إلا أنه فرق بين ما ينقل ويستعمل منها، وبين تلك / الأشياء بالكسر في الميم والفتح والضم؛ لأن تلك لا تكون إلا مضمومة أو مفتوحة، وهذه مكسورة. وقد يكون هذا في الكثير الفعل، للمبالغة في الفعل به، وذلك مثل قولهم: رجل مرجم ومقول، ومذكار ومئناث ومحرب ونحو ذلك. وكذلك المخيط والمقراض والمقطع والمسورة والمخدة؛ لأنها يكثر بها الخياطة والقرض والقطع ونحو ذلك. وألزمت هذه الميم الكسرة لما بينا، من الفرق. والعامة تفتحها طلبا للخفة، وتخطئ في إبطال الفرق؛ فالملحفة إزار, رداء أو كساء، يلتحف به، ومن ذلك قيل للحاف: لحاف؛ لأنه يتغطى به. ومنه قول طرفة:

ثم راحوا عبق المسك بهم يلحفون الأرض هداب الأزر

وجمع الملحفة: الملاحف، والملحف بغير تأنيث مثلها؛ يعني طرفة: أنهم يجرون ذيولهم، ويسحبونها على الأرض. والمطرقة: مطرقة الحداد، التي يطرق بها الحديد على العلاة، وهي أيضاً عصا، يطرق بها الصوف ونحوه من الوبر وغيره، أي يضرب بها.

<<  <   >  >>