وأما الطواعية فهي المطاوعة والطاعة، ولا يقال في هذا: الطواعة، بغير ياء، استغناء عن ذلك بالطاعة؛ لأن فعله إنما هو على أفعل بزيادة الألف فأما الرباعية، فاسم لسن من أسنان الناس والدواب، وهي التي بجنب الناب وليست بمصدر، ولا يجوز فيها الرباعة، بغير ياء. ويوصف بها الدواب، يقال: فرس رباع، وجمل رباع، والأنثى: رباعية، بالتخفيف، وهي مأخود من العدد وهو الأربعة. والعامة تشدد الياء في جميع هذا، وهو خطأ.
وأما قوله: وأرض ندية، فإن العامة تشدد الياء منها، ولا يجوز فيها إلا التخفيف؛ لأنها اسم الفاعل من قول: نديت تندى ندى، على فعل، بكسر عين الماضي، وفتح عين المستقبل، فلا يكون اسم الفاعل منه إلا على فعل بكسر العين بغير ألف، مثل عمي يعمى فهو عم، والنثى عمية. والأرض الندية هي التي / أصابها المطر فترطبت قليلا، أو التي فيها من نفسها رطوبة، لقربها من الماء. والندى هو: الرطوبة، ومنه قيل: يد فلان ندية، أي رطبة بالعطية، إذا كان سخيا، وكل سحابة فيها مطر فهي أيضا ندية، خفيفة.
وأما قوله: وهي مستوية؛ فإن العامة تشدد الياء في مثل هذا أيضا، وهي خفيفة علتها كعلة ندية؛ لأنها اسم الفاعل من قولك: استوت، على افتعت، وهي مستوية على مفتعلة. وكل فعل كانت لامه ياء أو واوا، فانكسر ما قبلها، فإنها تكون ياء خفيفة، نحو رامية وغازية، وعمية وندية ومستوية ومعتدية ومتعرية، ومستغرية ومغرية ومتغرية، يستوي في ذلك فاعلة وفعلة ومستفعلة. والاستواء معروف المعنى، وهو مأخذو من السواء. والعامة تخطئ في تشديد جميع هذا.