"هلم" و"هاء المبالغة" التي في مثل قولهم: علامة ونسابة، وإنما هذه الهاء بدل تاء التأنيث على ما فسرنا، وإن كان الاسم مذكرا قد أنث للمبالغة. وأما [هاء]"الاعتماد" التي في مثل قول الله [تعالى]: (إنَّهُ أَنَا اللَّهُ) و (إنَّهَا لَظَى) و (إنَّهُ مَن يَاتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا) فليست هذه بهاء التأنيث، ولا بدل ولا وقف، وإنما هي علامات الأسماء المضمرة، وهي على حرفين؛ فعلامة المذكر هاء وواو، وللمؤنث هاء وألف، ولكن لا تكتب الواو في الخط، وهي ثابتة في اللفظ. ولا معنى لقولهم:"اعتماد" وإنما جاءت بعد إن وأخواتها، اسما لها مضمرا، على شريطة التفسير، والتفسير هو الجملة التي تأتي بعدها، وتنوب عن خبر إن وأخواتها.
و"هاء ضمير الغائب" التي في مثل قولهم: أخذته وضربته وهذه الهاء هي التي سموها هاء الاعتماد بعينها، وهي علامة الاسم المضمر المنصوب/ المتصل بالغائب في جميع المواضع، ومعها واو تحذف من الخط، ولا تحذف من اللفظ والنية. و"هاء استراحة" وهي التي في مثل قولهم: ماليه وغلاميه، وليس هذه للاستراحة، ولا نال المتكلم قبل أن يبلغ إليها تعب فيستريح، وإنما هي لبيان الحركة كما قلنا، زيدت لما احتاجوا، وأحبوا الوقوف على الحرف المتحرك؛ لأنهم لا يقفون إلا على ساك، فزيدت الهاء ليوقف عليها، وتثبت قبلها الحركة. و"هاء الندبة"- زعموا- وهي في مثل قولهم: وازيداه، وليس هذه الهاء للندبة، وإنما حرف الندبة الألف، و [الهاء] لبيان الألف، وتبعيد الصوت