تحمل شيئا ظاهرا، قلت: حاملة، فليس كما زعم؛ لأن الظاهر والباطن في هذا شيء واحد، ألا تراه يحمل المصحف ظاهرا، كما يحمله في قلبه باطنا، ويحمل الشيء تحت ثيابه كما يحمله مكشوفا، ولا يتغير لذلك الوصف، ألا ترى أن النخلة حملها ظاهر، والشجرة كذلك، وحذف الهاء من صفتهما جائز على الشرط الذي بينا. وإنما العلة فيه إرادة الفعل أو النسب، لا غير ذلك.
وأما قوله: وامرأة خود، وضناك، وامرأة سرح ونحو ذلك؛ فإن هذه صفات كالأسماء، لم تؤخذ من أفعال مستعملة، ولكنها موضوعة للإناث خاصة، لا يوصف بها المذكر، لا يقال: رجل خود ولا ضناك، ولا يقال للجمل: رسح؛ فلما لم يشاركها بها المذكر، استغنى فيها/ عن علامة التأنيث بإلقاء تأنيثها. ولا يتصرف شيء من ذلك على الفعل أيضا. وليست هذه من باب: طالق وطاهر، ولا من باب: قتيل وحكيل، ولا من باب معطار ومذكار في شيء، ولكنها بمنزلة رجل وامرأة وكبش ونعجة وتيس وغير ذلك، [وهي] من النساء الشابة ما لم تصر نصفا. والضناك: المكتنزة اللحم من النساء. وقد يقال من الرجال، وقد تهمز ألفها وهي ساكنة، فيكون بمعنى الصلب المعصوب اللحم من الرجال والنساء، وهو مأخوذ من الضنك، وهو الضيق. ومنه قول الله تعالى:(فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا). والسرح من النوق: السريعة السير المنسرحة، وهو مأخوذ من السراح، والأمر السريح، والأمر السرح: السهل، وقال الأعشى: