للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه في العجمة. لأن الأعجمي من الأسماء، التي على غير أبنية العرب في كلامهم كثير جدا؛ فيكتفون بما غير من حروفها وأبنيتها وحركاتها، عما كانت عليه. وزعم "أبو العياس المبرد" أنه إذا سمى رجلا بطيلسان، على لغة من يكسر اللام، ثم رخمه، وجعل ما بقي منه اسما على حياله، لم يجز فيه إلا فتح اللام؛ لأن مثال فيعل لا يكون في أسماء العرب، وقد أخطأ، وبينا خطأه في كتبنا في النحو. فأما الصولجان فالعصا المعقفة الرأس، التي تضرب بها الكرة. وأما الطيلسان فالملاء المقورة وهو مشهور. وأما السيلحون فقرية من قرى النبط، وفيها يقول الأعشى:

وتجبى إليه السيلحون وعنده صريفين في أنهارها والخورنق

وكان يجب أن يذكر هذا في باب الأسماء الأعجمية، أو باب ما يفتح أوله.

وأما قوله: هو التوت؛ فإنه أيضا اسم أعجمي معرب، وهو بلسان العجم: توث، بالثاء المعجمة،/ بثلاث نقط، كما تتكلم به العامة. ومن العجم من يقول: توذ، بالذال، فأبدلت العرب التاء منهما، فقال توت؛ لأن التوث والتوذ مهملان في كلامهما، لا في كلامها، فردته إلى لفظ يكون مثله في العربية، وإن قل، مثل الطوط والسوس والقوق، واسم التوث عند العرب: الفرصاد، وفيه يقول الشاعر:

... ... فكأنما قنأت أناملها من الفرصاد

<<  <   >  >>