والبخص: لحم الذراع أيضا. قال: وتقول: بخصت عين فلان أبخصها بخصا، إذا أدخلت يدك فيها.
وأما قوله: بسق الرجل، وهو البصاق، وبسق النخل، أي طال؛ فإنهما مما ذكرنا أنه يتداخل فيه الصاد والسين والزاي، لتقارب مخارجها وتجانسها؛ فمن ذلك: أن البصاق فيه ثلاث لغات؛ البصاق بالصاد، والبزاق بالزاي، والبساق بالسين. والأصل الصاد. وهو ما يبصقه الإنسان من فيه ومن ريقه، يقال: بصق يبصق بصقا وبصاقا، وهو باصق، وتبصق يتبصق تبصقا، فهو متبصق. والبصق مصدر، والمرة الواحدة منه البصقة. وأما البصاق فهو اسم على فعال، كاللعاب والمخاط، وما أشبه ذلك من العيوب والأدواء. وبصاق الجراد: ما يسيل من فيه كالدبس، وقال فيه الشااعر:
بصاق الدبا محموميا والجنادب
وكل هذا يقال بالزاي، والزاي فيه أكثر من السين. والمبصقة: ما يبصق فيه. والعامة تقول: مبزقة. وأما السين فهو في النخل وفي كل شيء طويل من الشجر والناس، تقول: بسقت النخلة تبسق بسوقا، فهي باسقة، والجميع: بواسق وباسقات، كما قال الله عز ذكره:(والنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ) / ولا يجوز في هذا الصاد ولا الزاي. وإنما جاز في الأول؛ لأن أصله الصاد. وتقول: جبل باسق، وجبال بواسق، ومجد باسق أيضا.
وأما قوله: لصقت به، وصفقت الباب، وهو صفيق الوجه؛ فإن العامة تقولها بالسين، وبعضها بالزاي، والزاي في قولهم: لزقت به أكثر من الصادر؛ لما ذكرنا من