فكل هذا بعضه مشتق من بعض؛ لأن في كل واحد منه لفظ سائره ومعناه وإنما اشتق مخلب السبع والطائر من الخلب./ ولو طالت أظافير الإنسان حتى تخلب وتخدش، لجاز أن يقال لها: مخالب أيضا.
وأما البرثن الذي ذكر أنه من السباع كلها، فإن السباع تدخل فيها: الذئاب والضباع، والكلاب والسنانير، والفأر واليرابيع، وهذه كلها ذوات مخالب وبراثن. وليس "البرثن" من المخلب في شيء، ولكن البرثن مثل نصاب السكين والموسى للمخلب، يدخل فيه المخلب عامته، فإذا أراد السبع الوثبة على فريسة أو الصيد ونحو ذلك تمطى فأخرج مخالبه من براثنها، وكذلك السنور إذا أراد الصيد أو القتال. وقال الشاعر:
فقلت يا قوم إن الليث منقبض على براثنه لوثبة الضاري
فأما قول الآخر:
كأن براثنه الأشافي
فإنه جعل البرثن كأنه المخلب؛ لأنه أصله، وهما شيئان مختلفان. ويجوز أن يكون البرثن ثلاثيا، قد ألحق بالرباعي، بزيادة النون، كما ألحق زرقم، وستهم بزيادة الميم. وكما قيل: ناقة علجن من العنج، وامرأة خلبن من الخلب فيكون أصله من البرث، وهو الأرض السهلة اللينة الحسنة، وهو أيضا جبل من رمل، وفي تربه صلابة، وجمعه: