وقال الخطابي: والفرق بين النبي والرسول أن الرسول هو المأمور بتبليغ ما أنبئ وأخبر به، والنبي هو المخبر ولم يؤمر بالتبليغ فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا، قال: ومعنى رده على البراء من رسولك إلى نبيك أن الرسول من باب المضاف فهو ينبئ عن المرسل والمرسل إليه فلو قال ورسولك ثم قال الذي أرسلت لصار البيان مكررا معادا، فقال ونبيك الذي أرسلت إذ قد كان نبيا قبل أن يكون رسولا ليجمع له الثناء بالاسمين معا ويكون تعديدا للنعمة في الحالين وتعظيما للمنة على الوجهين انتهى وقد نقله عنه ابن الأثير في جامع الأصول وأقره.
وقال النووي في شرح مسلم: في الكلام على قول مسلم في أول صحيحة «وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين» وقد ينكر على مسلم في هذا الكلام قوله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، فيقال إذا ذكر الأنبياء لا يبقى لذكر المرسلين وجه لدخولهم في الأنبياء فإن الرسول نبي وزيادة، ولكن هذا الإنكار ضعيف، ويجاب عنه بجوابين
أحدهما أن هذا سائغ وهو أن يذكر العام ثم الخاص تنويهًا بشأنه وتعظيما لأمره وتفخيما لحاله.
والجواب الثاني: أن قوله والمرسلين أعم من جهة أخرى وهو أنه يتناول جميع رسل الله سبحانه وتعالى من الآدميين والملائكة قال الله تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} ولا يسمى الملك نبيا فحصل بقوله والمرسلين فائدة لم تكن حاصلة بقوله النبيين والله أعلم انتهى كلام النووي، وقد أشار إليه في الكلام على حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما في كتاب الذكر والدعاء فقال وقد قدمنا في أول شرح خطبة هذا الكتاب أنه لا يلزم من الرسالة النبوة ولا عكسه. انتهى.