للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد: فإنّي أدعوك بداعية (١) الإسلام أسلم تسلم يؤتك اللَّه أجرك مرتين، وإن توليت فعليك إثم الأريسيين {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (٢) قال أبو سفيان: فلما أن قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم فلا أدري ما قالوا، وأمر بنا فأخرجنا فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم: لقد أَمرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة، هذا ملك بني الأصفر يخافه، قال أبو سفيان: واللَّه ما زلت ذليلًا مستيقنًا بأن أمره سيظهر حتى أدخل اللَّه قلبي الإسلام وأنا كاره".

قال الشافعي: فأغزى أبو بكر الشَّام على ثقة من فتحها؛ لقول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ففتح بعضها وتم فتحها في زمن عمر، وفتح عمر العراق وفارس فقد أظهر اللَّه دينه الذي بعث به رسوله على الأديان بأن أبان لكل من سمعه أنه الحق وما خالفه من الأديان باطل وأظهره بأن جماع الشرك دينان دين أهل الكتاب ودين الأميين، فقهر رسول اللَّه الأميين حتى دانوا بالإسلام طوعًا وكرهًا وقتل من أهل الكتاب وسبى حتى دان بعضهم بالإسلام وأعطى بعض الجزية صاغرين وجرى عليهم حكمه -صلى اللَّه عليه وسلم- هذا ظهور الدين كله، وقد يقال: ليظهرن اللَّه دينه على الأديان حتى لا يدان اللَّه إلا به وذلك متى شاء اللَّه.

١٤٤٧٨ - يونس بن بكر، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق (٣) قال: "كتب رسول اللَّه إلى كسرى وقيصر، فأما قيصر فوضعه وأما كسرى فمزقه، فبلغ ذلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أما هؤلاء فيمزقون، وأما هؤلاء فستكون لهم بقية" قال الشافعي: وعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الناس فتح فارس والشام.

١٤٤٧٩ - يحيى بن حمزة، نا نصر بن علقمة يرد الحديث إلى جبير بن نفير قال: قال عبد اللَّه بن حوالة: "كنا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فشكونا إليه العري والفقر وقلة الشيء فقال: أبشروا؛ فواللَّه لأنا بكثرة الشيء أخوف عليكم من قلته، وواللَّه لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح اللَّه أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير، وحتى تكونوا أجنادًا ثلاثة، جندًا بالشام


(١) في "هـ": بدعاية.
(٢) آل عمران: ٦٤.
(٣) ضبب عليها المصنف للانقطاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>