للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طام لا يرده شيء قال: جئتني واللَّه بالذل ويلك فدعني وما أنا عليه؛ فإنه لا حاجة لي بك ولا بما تدعوني إليه. فلم يزل حيي يفتله في الذروة والغارب حتى أطاع له وأعطاه حيي العهد والميثاق لئن رجعت قريش وغطفان قبل أن يصيبوا محمدًا لأدخلن معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك فنقض كعب العهد وأظهر البراءة من رسول اللَّه، وما كان بينه وبينه".

١٤٦٥٤ - قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر (١) قال: "لما بلغ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خبر كعب ونقض بني قريظة بعث إليهم سعد بن عبادة وسعد بن معاذ وخوات بن جبير وعبد اللَّه بن رواحة ليعلموا خبرهم، فلما انتهوا إليهم وجدوهم في أخبث ما بلغهم" وحدثني عاصم بن عمر، عن شيخ من بني قريظة. . . فذكر "قصة سبب إسلام ثعلبة وأسد ابني سعيد وأسد بن عبيد ونزولهم عن حصن بني قريظة وإسلامهم وخرج في تلك الليلة -فيما ذكر ابن إسحاق عن عمرو بن سعدي القرظي- فمر بحرس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعليه محمد بن مسلمة تلك الليلة، فلما رآه قال: من هذا؟ قال: أنا عمرو بن سعدي. وكان عمرو قد أبى أن يدخل مع بني قريظة في غدرهم وقال: لا أغدر [بمحمد] (١) أبدًا. فقال محمد بن مسلمة حين عرفه: اللهم لا تحرمني عثرات الكرام. ثم خلى سبيله فخرج حتى بات في مسجد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تلك الليلة، ثم ذهب فلم يدر أين ذهب من الأرض، فذكر شأنه لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: ذاك رجل نجاه اللَّه بوفائه".

وذكر ابن عقبة في هذه القصة "أن حييًّا لم يزل بهم حتى شأمهم، فاجتمع ملاؤهم على الغدر على أمر رجل واحد غير أسد وأسيد وثعلبة خرجوا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".

١٤٦٥٥ - ابن جريج (خ م د) (٣) عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر "أن يهود النضير وقريظة حاربوا رسول اللَّه فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومنَّ عليهم حتى حاربوا بعد،


(١) ضبب عليها المصنف للانقطاع.
(٢) لكن "هـ"، وفي "الأصل": محمد.
(٣) البخاري (٧/ ٣٨٣ رقم ٤٠٢٨)، ومسلم (٣/ ١٣٨٧ - ١٣٨٨ رقم ١٧٦٦) [٦٢]، وأبو داود (٧/ ١٥٧ رقم ٣٠٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>