للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تغمدهما الله برحمته جُملة من مسائله في حواشيهما عليه، وحرَّرتُ بعض مسائل في هذا التصحيح (١).

ولقد أجاد الشيخ العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب في "قواعده" حيث قال: والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه (٢). وقال أيضًا: فإن هذا الكتاب جدير بالاعتناء والاهتمام لأنه قد حوى غالب مسائل المذهب وأصوله ونصوص الإِمام. انتهى.

فلهذا ذكر الحجاوي في ديات الأعضاء في "حاشيته على التنقيح" أن المنقح إذا وجد كلام "الفروع" لا يعرج على غيره غالبًا.

وقال ابن عبد الهادي: جمع فيه غالب المذهب، ويقال هو مكنسة المذهب، سمعت ذلك من شيخنا أبي الفرج، وهو كتاب جليل القدر، عظيم النفع، لكنه لم يُبيِّضهُ؛ فمن ثَمَّ كان فيه بعض أماكن (٣).

قلت: رأيت في بعض النسخ الخطية من "الفروع" أن الذي بيض المؤلف منه من أوله إلى باب صفة الحج والعمرة، ومنه إلى آخره نقل من مسّودته، لكن قد ذكر العلامة القاضي علاء الدين المرداوي في "تصحيحه" في الكلام على تبرعات المريض في مسألة ما إذا أخرج المتبرع به من لا ولاية له من ماله بإذنه أنه يجزي. قال المصحح: وهي آخر مسألة بيضها فيه. وذكر الحجاوي في الظهار من "حاشيته على التنقيح" أن الذي لم يبيضه المصنف من "الفروع" الجزء الأخير فالله أعلم. وحيث أطلق في "الفروع" الشيخ فمراده


(١) تصحيح الفروع، المطبوع مع الفروع تحقيق الدكتور عبد الله التركي (١/ ٥).
(٢) تقرير القواعد (١/ ٤).
(٣) الجوهر المنضد (ص/ ١١٣).

<<  <   >  >>