للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

للمفتين، ومغن للمتفقهين، والصلاة والسلام على سيد العالمين وأشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه الذين مهدوا قواعد الدين، ورفعوا منار الشرع صلى الله عليه وعليهم إلى يوم القيامة والدين، وبعد، فقد وقفت على هذا المؤلف الغريب، والنظام العجيب، ووجدته في غاية التنقيح والتهذيب، وفي أحسن التنظيم والترتيب، فلله در مؤلفه على ما صنع، وقد حرر وجمع، وهذب ما وضع، فجزاه الله عن. مذهب إمامه خيرًا، وألبسه في دار السلام سندسًا وحريرًا، وختم أعمالي وأعماله بالسعادة، ورزقني وإياه الحسنى وزيادة، وجعلنا في عبادته من المخلصين، وبرحمته من الفائزين، وبشرعه من المتمسكين، ورحمنا برحمته أرحم الراحمين آمين.

وهذا صورة ما كتبه الإِمام الهمام وعلامة الإِسلام الشيخ أحمد بن عبد الوارث البكري الصديقي: الحمد لله الذي منّ بأحمد العلوم على من لم يزل بعين لطفه مرعيًا، وأقام بالفقه في الدين "دليل الطالب" مرشدًا قويًا، وألاح من أفلاك المسائل وأوج الدلائل بدرًا من الهداية بهيًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله أوجب طاعته وألزم، وقبح فواحش الجهل وحرم، وكره إلى عباده الكفر والعصيان، ونوه بالفقه في الدين وأنه خير الأديان، وصَيَّر الفقهاء قادة في كل طريق وأساس، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله [فاتق] (١) رتق العلوم ببيان فصاحته، وفائق سر الفهوم في بديع إشارته، صلى الله عليه وعلى آله الغر، ومصابيح


(١) في الأصل بياض بمقدار كلمة ويوجد علامة إلحاق، وفي الهامش: "كذا ولعله الذي فتق كاتبه". ولعل الصواب ما أثبته: "فاتق" بدليل ما بعدها: "فائق" وهو من السجع المعروف.

<<  <   >  >>