للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمُخَالَفَةِ فِيْ شَيْءٍ؛ لِأَنَّهَا كَذَلِكَ ثَبَتَتْ عَنِ الْوَاضِعِ، فَهِيَ فِيْ حُكْمِ الْمُسْتَثْنَاةِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: الْقِيَاسُ كَذَا، إِلَّا فِيْ هَذِهِ الصُّوَرِ.

بَلِ الْمُخَالَفَةُ: (مَا لَا يَكُوْنُ عَلَى وَفْقِ مَا ثَبَتَ عَنِ الْوَاضِعِ)؛ نَحْوُ: (الْأَجْلَلِ) - بِفَكِّ الْإِدْغَامِ - فِيْ قَوْلِهِ: [الرّجز]

الْحَمْدُ لِلهِ الْعَلِيِّ الْأَجْلَلِ ... . . . . . . . . . . . . . (١)

[وَالْقِيَاسُ: الْأَجَلِّ] (٢).

قَالَ فِي الْإِيْضَاحِ: (٣) «ثُمَّ عَلَامَةُ كَوْنِ الْكَلِمَةِ فَصِيْحَةً: أَنْ يَكُوْنَ اسْتِعْمَالُ الْعَرَبِ الْمَوْثُوْقِ بِعَرَبِيَّتِهِم لَهَا كَثِيْراً، أَوْ أَكْثَرَ مِنِ اسْتِعْمَالِهِمْ مَا بِمَعْنَاهَا» اِنْتَهَى. (٤)


(١) لأبي النَّجْم العِجْلِيّ (الفضل بن قُدامة) في ديوانه ص ٣٣٧، ومعاهد التّنصيص ١/ ١٨، وخزانة البغداديّ ٢/ ٣٩٠، وبلا نسبة في المقتضب ١/ ١٤٢ - ٢٥٣، والأصول ٣/ ٤٤٢، والموشّح ص ١٣٠، والخصائص ٣/ ٨٩ - ٩٥، ونَضْرة الإغريض ص ٢٧٥، والإيضاح ١/ ٢٦، وإيجاز الطّراز ص ٨١، وما يحتمل الشِّعر من الضَّرورة ص ٦٤. وأتى برواية: «الحمدُ للهِ الوَهُوبِ المُجزِلِ» في سيبويه ٤/ ٢١٤ بلا عزو، وكذا لأبي النَّجم في العمدة ١/ ٢٨٩ ولا شاهدَ. وإظهارُ التّضعيف والعود به إلى الأصل ضرورة شعريّة، ويمنعونه في النّثر. انظر: سيبويه ١/ ٢٩ - ٣/ ٥٣٥.
(٢) ليس في ب.
(٣) ص ٢٧. وهي من عبارة السّكّاكيّ في مفتاح العلوم ص ٥٢٦.
(٤) وذكر البلاغيّون من عيوب فصاحة المفردة - أيضاً - أموراً منها:
الكراهة في السَّمْع: كلفظة «الجِرِشَّى: بمعنى النَّفْس» في قول المتنبّي مادحاً سيف الدّولة: [المتقارب]

مُبارَكُ الِاسمِ أغرُّ اللَّقَبْ ... كريمُ الجِرِشَّى شريفُ النَّسَبْ

انظر: سرّ الفصاحة ص ٧٦، وهذا الشّرط فيه نظر عند القزوينيّ في الإيضاح ١/ ٢٧، ودفعَه السّعد من أربعة وجوه في المطوّل ص ١٤٤. والمسألة في المثل السّائر ١/ ٩١.
الابتذال: كقول أبي تمّام: [البسيط]
جَلَّيْتَ والموتُ مُبْدٍ حُرَّ صفحتِهِ ... وقد تَفَرْعَنَ في أفعالِه الأَجَلُ

فإنّ «تَفَرْعَنَ» مشتقٌّ من اسم «فِرْعَوْن»، وهو من ألفاظ العامّة، وعادتُهم أن يقولوا: (تَفَرْعَنَ فلانٌ) إذا وصفوه بالجبريّة. انظر: الموازنة ق ١ ج ١ ص ٢٣٨، وسرّ الفصاحة ص ٩٠.

<<  <   >  >>