للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمفهوم، أخذَها عن شيوخ بلده والقادمينَ إليها، وكان من أجداده الأميرُ حسام الدِّين شِحْنَةُ حلبَ، الذي بنى مدرسةً ومسجداً للهِ تعالى، ووقَفَ وقْفاً على الصَّدَقة وفَكاك الأسرى؛ ممّا يدلُّ على صلاحِه ونُصرتِه للعِلم وشُداته. وسنقف على نفرٍ من نَسْلِ أبي الوليد؛ لُقِّبوا بـ"ابن الشِّحنة"؛ لأنّ بعض الباحثين يخلطُ بين هؤلاء العلماء الذين جمعَهم لقبٌ واحد.

١ - ابن الشِّحنة (ت. ق ٨١٥ هـ) «ابنه: الوليد».

٢ - ابن الشِّحنة (٧٨٨ - ٨٣٣ هـ) «ابنه: عبد اللّطيف» أوحد الدّين.

٣ - ابن الشِّحنة الصَّغير (٨٠٤ - ٨٩٠ هـ) «ابنه: محبّ الدّين».

٤ - ابن الشِّحنة (٨٢٤ - ٨٩٨ هـ) «حفيده: أثير الدّين.

٥ - ابن الشِّحنة (٨٥١ - ٩٢١ هـ) «حفيده: سريّ الدّين» عبد البرّ.

٦ - ابن الشِّحنة (٨٤٤ - ٨٨٢ هـ) «ابن حفيده: لسان الدّين».

٧ - ابن الشِّحنة (ت ٨٩٢ هـ) «جلال الدّين، ابن حفيده أثير الدّين».

• مذهبه الفِقهيّ، وتولّيه القضاء:

كانَ محبُّ الدِّين حنفيّاً، محبّاً للسُّنّة وأهلها، وَلِيَ قضاءَ حلبَ في التّاسعةَ عشرةَ، وولي قضاء الحنفيّة بمصر، ثمّ ولي قضاءَ الشّام كُلّه؛ حتّى لُقِّب بـ «قاضي القُضاة»، وتابَعَ اشتغالَه بالقضاء حتّى قُبِضَ، ولم يُعرَف عنه إلّا النّزاهةُ والعدالة. وله مع تيمورلنك خبر مشهور (١).


(١) اقتحم تيمور حلبَ وطلعَ قلعتَها، وطلَبَ علماءَ حلب وقضاتَها وفقهاءها، فسألهم: عن القتلى من الطّائفتين - مِن أصحابه ومن أهل حلب - مَن في الجنّة منهم ومَن في النّار؟ ومَن منهم الشَّهيد؟ فانتدب الحاضرون ابنَ الشِّحنة لجوابه، فقال: «هذا سؤالٌ قد سُئِلَ عنه رسولُ الله». فاستنكرَ تيمور ذلك. فقالَ له ابن الشِّحنة: «إنَّ رسولَ الله سُئل عن الرَّجُل يقاتل شجاعةً، والرَّجُلِ يقاتِل حميَّةً كما في الحديثِ، فقالَ: مَنْ قاتَلَ لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العُليا فهو في سبيل الله». فاستحسنَ تيمورُ كلامَه. انظر: الضَّوء اللّامع ١٠/ ٤.

<<  <   >  >>