للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالثَّانِيَةَ مَرْفُوَّةٌ بِحَرْفٍ مِنَ الْكَلِمَةِ الَّتِيْ تَقَدَّمَتْهَا أَوِ الَّتِيْ تَلِيْهَا؛ لِاعْتِدَالِ رُكْنَيِ الْجِنَاسِ.

· كَقَوْلِ الْحَرِيْرِيِّ: [الطّويل]

وَإِنَّ قُصَارَى مَسْكَنِ الْحَيِّ حُفْرَةٌ ... سَيَنْزِلُهَا مُسْتَنْزَلاً عَنْ قِبَابِه

فَوَاهاً لِعَبْدٍ سَاءَهُ سُوْءُ فِعْلِهِ ... وَأَبْدَى التَّلافِي قَبْلَ إِغْلَاقِ بَابِهِ (١)

· وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ: [دوبيت]

هَذَا زَمَنُ الرَّبِيْعِ وَالْكَاسِبُ فِيْهْ ... مَنْ نَادَمَهُ الْحَبِيْبُ وَالْكَاسُ بِفِيْهْ

وَالْعِلْمُ نَصِيْبُ (٢) كُلِّ مَنْ نَمَّسَ فِيْهْ ... وَالدَّهْرُ يَقُوْلُ: كُلُّ مَنْ نَمَّ سَفِيْهْ (٣)

الْجِنَاسُ السَّابِعُ (جِنَاسُ التَّحْرِيْفِ):

وَهُوَ أَنْ تُخَالِفَ الْكَلِمَةُ الْكَلِمَةَ فِيْ حَرْفٍ وَاحَدٍ (٤).


(١) له في مقاماته، الرّازيّة، ٣/ ١٧، وأنوار الرّبيع ١/ ١١١. القِباب: جمع القُبّة المعروفة من البناء. (اللّسان: قبب). واهاً: عجباً، التَّلافي: التَّدارُك لِمَا فات، إغلاق بابه: كناية عن موته. (شرح الشَّريشيّ).
(٢) ب: وانعم بصبٍّ.
(٣) البيت بلا نسبة في أنوار الرّبيع ١/ ١٣١، وشرَحَ (نمّسّ: تكتَّمَ وتستَّرَ)، وفيه (والغبن) مكان (والعلمُ) وهي رواية مناسبة للسّياق. وقد وردَ هذا البيت في نسخة (ر)، ورقة ٤، في الجناس المركَّب. علماً أنَّ في هذا الشّاهد نوعين من الجناس: المرفوّ، والملفَّق.
(٤) جِناس التَّحريف: هو الفرقُ بين الكلمتين بالشَّكل (هيئة الحروف)، وهو ثلاثة أقسام: تُبدل فيه الحركةُ بالحركة، أو تبدل فيه الحركة بالسّكون، أو يُبدل فيه التّخفيف بالتّشديد. وما ذكرَهُ الماتنُ رحمه الله من الأمثلةِ إنَّما يليقُ به مصطلح تجنيس التَّصريف الذي ينقسم إلى قسمين: (الجناس المضارع أو المطرَّف - والجناس اللّاحق). وسُمّي مضارِعاً؛ لأنَّ الحرفَ المبدلَ قريبٌ من مخرج الحرف المبدل منه كما في المثال الأوّل، وإن كان بعيدَ المخرج سُمِّيَ لاحقاً كما في المثالِ الثَّاني. انظر: معجم المصطلحات البلاغيّة ص ٢٧٢، ٢٧٤، ٢٧٦، ٢٨٤.

<<  <   >  >>