للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١ - تَعْقِيْدٌ لَفْظِيٌّ: وَهُوَ الْوَاقِعُ فِي النَّظْمِ؛ بِسَبَبِ تَقْدِيْمٍ أَوْ تَأْخِيْرٍ أَوْ حَذْفٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُوْجِبُ صُعُوْبَةَ فَهْمِ الْمُرَادِ؛ كَقَوْلِ الْفَرَزْدَقِ (١) فِي خَالِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ (٢)؛ وَهُوَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ الْمَخْزُوْمِيُّ (٣): [الطّويل]

وَمَا مِثْلُهُ فِي النَّاسِ إِلَّا مُمَلَّكاً ... أُبُوْ أُمِّهِ حَيٌّ أَبُوْهُ يُقَارِبُهْ (٤)

أَيْ: لَيْسَ مِثْلَهُ فِي النَّاسِ (حَيٌّ يُقَارِبُهُ) أَيْ: أَحَدٌ يُشْبِهُهُ فِي الْفَضَائِلِ (إِلَّا مُمَلَّكاً) أُعْطِيَ الْمَالَ وَالْمُلْكَ - أَعْنِيْ هِشَاماً - (أَبُوْ أُمِّهِ) أَيْ: أُمِّ ذَلِكَ الْمُمَلَّكِ، (أَبُوْهُ) أَيْ: أَبُوْ إِبْرَاهِيْمَ الْمَمْدُوْحِ، وَالْجُمْلَةُ صِفَةُ [مُمَلَّكاً]. أَيْ: (لَا يُمَاثِلُهُ أَحَدٌ إِلَّا ابْنُ أُخْتِهِ الَّذِيْ هُوَ هِشَامٌ).

فَفِيْهِ:

أ-فَصْلٌ بَيْنَ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ (٥): أَعْنِيْ: (أَبُوْ أُمِّهِ أَبُوْهُ) بِالْأَجْنَبِيِّ


(١) ت ١١٠ هـ. انظر: الأعلام ٨/ ٩٣.
(٢) ت ١٢٥ هـ. انظر: الأعلام ٨/ ٨٦.
(٣) أمير المدينة المنوّرة، اشتهر بشدّته وعتوّه، ت بعد ١١٥ هـ. انظر: الأعلام ١/ ٧٨.
(٤) له في ديوانه ١/ ١٠٨، وهو من إنشادات أبي الحسن الأخفش على نسخته من كتاب سيبويه ١/ ٣٢، والكامل ١/ ٤٢ ووصفَه بأنّه: «من أقبح الضّرورة، وأهجن الألفاظ، وأبعد المعاني»، وعيار الشّعر ص ٧٢، وكتاب الشّعر ١/ ٢٦٧، والصّناعتين ص ٣٩٥، والعمدة ٢/ ٧٣٩ - ١٠٤٥، وسرّ الفصاحة ص ١٥٣، وأسرار البلاغة ص ٢٠، ودلائل الإعجاز ص ٨٣، والبديع في نقد الشّعر ص ٢٥٩، ونهاية الإيجاز ص ١٦٥، ومفتاح العلوم ص ٢٥٧، والجامع الكبير ص ٢٣١، وكفاية الطّالب ص ٢١٨، وشرح الكافية البديعيّة ص ٢٣٣، وخزانة الحمويّ ٣/ ١٧٦ - ٤/ ٣٣٥. وبلا نسبة في نقد النّثر ص ٨٧، والخصائص ١/ ١٤٧ - ٣٣٠ - ٢/ ٣٩٥.
(٥) وأوّلُ مَن بعَج القول في هذا البيت - على هذا النّحو - أبو عليّ الفارسيّ. انظر: كتاب الشِّعر باب: «ما جاء في الشّعر من الفصل بين المبتدأ وخبره وبين غيرِهما بالأجنبيّ» ١/ ٢٦٧.

<<  <   >  >>