الدَّلالةُ على أنَّ المطلوبَ هو «اتّصافُ المسند إليه بالخبر، لا الخبرُ نفسُه»: نحو: «المقاتلُ ألقى سلاحَه وانصرَفَ». الدَّلالةُ على أنَّ المطلوبَ هو «اتّصافُ المسندِ إليه بالمسندِ على الاستمرارِ، لا مجرَّد الإخبارِ بصدورِه عنه»: كقولك: (الزَّاهِدُ يَشربُ ويَطربُ)؛ دلالةً على أنَّه يصدرُ عنه الفعلُ حالةً فحالةً، على سبيلِ الاستمرارِ، بخلافِ قولك: (يشربُ الزَّاهدُ ويطربُ)؛ فإنَّه يدلُّ على مجرَّدِ صدورِه عنه في الحالِ أو الاستقبالِ. لفظا: «مثلُ»، و «غيرُ» إذا استُعملا على سبيل الكِنايةِ: في نحو: (مثلُك لا يبخلُ)، و (غيرُك لا يجودُ)، بمعنى: أنت لا تبخلُ، وأنت تجودُ. وفي الإيجاب؛ نحوُ: (مثلُ الأميرِ يَحملُ على الأدهمِ والأشهبِ). من غيرِ إرادةِ تعريضٍ لغيرِ المخاطَب. انظر: المطوّل ص ٢٧٠ - ٢٧١. وكذا افتنَّ صاحبُ الطِّراز في بسْط نوعٍ من التّقديم يُعنَى بالتدرُّجِ، أي: التَّرَقِّي أو التَّدَنِّي: كَيْفاً: نحو قولِه: [الخفيف] نظرةٌ، فابتسامةٌ، فسلامُ ... فكلامٌ، فموعدٌ، فلقاءُ أو زمناً: «سطَّر بنو أميَّةَ وبنو العبَّاسِ تاريخاً مَجيداً». أو شرفاً: {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} [البقرة: ١٧٨]. أوغيره. انظر الطّراز ٢/ ٣٣ - ٤٣، ومعترك الأقران ١/ ١٧٤، ومعجم المصطلحات البلاغيّة ص ٤٠٤، والتّقديم والتّأخير في القرآن الكريم ص ١٠٢ - ١٤١. (١) حالاتُه: في المسند إليه، هي: (وَضْع المضمَر موضعَ المظهر، ووَضْع المظهر موضع المضمر). وفي غير المسند إليه: (الالتفات، والأسلوب الحكيم، والقَلْب، والتّعبير عن المستقبل بلفظ الماضي، والتّعبير عن الماضي بصيغة المستقبل، ومخالفة السِّياق في صِيَغ الأفعال).