للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

- كَقَوْلِ ضَابِئِ بْنِ الْحَارِثِ الْبُرْجُمِيِّ (١): [الطّويل]

وَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالْمَدِيْنَةِ رَحْلُهُ ... فَإِنِّيْ، وَقَيَّارٌ، بِهَا لَغَرِيْبُ (٢)

الْبَيْتُ خَبَرٌ، وَمَعْنَاهُ: التَّحَسُّرُ عَلَى الْغُرْبَةِ، وَالتَّوَجُّعُ مِنَ الْكُرْبَةِ.

حُذِفَ الْمُسْنَدُ مِنَ الثَّانِيْ (٣) - وَالْمَعْنَى: (إِنِّيْ لَغَرِيْبٌ، وَقَيَّارٌ أَيْضاً غَرِيْبٌ) - لِقَصْدِ الِاخْتِصَارِ، وَقَصْدِ الِاحْتِرَازِ عَنِ الْعَبَثِ فِي الظَّاهِرِ مَعَ ضِيْقِ الْمَقَامِ؛ بِسَبَبِ التَّحَسُّرِ، وَمُحَافَظَةِ الْوَزْنِ.

- وَكَقَوْلِهِ: [المنسرح]

نَحْنُ بِمَا عِنْدَنَا، وَأَنْتَ بِمَا ... عِنْدَكَ رَاضٍ، وَالرَّأْيُ مُخْتَلِفُ (٤)


(١) ت نحو ٣٠ هـ. انظر: الأعلام ٣/ ٢١٢.
(٢) من قصيدة قالها، وهو محبوس في المدينة، زمن عثمان رضي الله عنه، وقيّار: اسم جَمَل له أو فرس، والبيت له في الأصمعيّات ص ٢١٢، والحماسة البصريّة ٢/ ٩٠٩، وسيبويه ١/ ٧٥، والكامل ١/ ٤١٦، والإنصاف ١/ ٩٤، ومعاهد التّنصيص ١/ ١٨٦، وبلا نسبة في تأويل مشكل القرآن ص ١٠٦، ومجالس ثعلب ١/ ٢٦٢ - ٢/ ٥٣٠، والأصول ١/ ٢٥٧، وأسرار البلاغة ص ١٩٥، والكشّاف ٢/ ٢٣١، و ٣/ ٤٠ - ٥٥٢، ورصف المباني ص ٢٦٧، وإيجاز الطّراز ص ١٦٤.
(٣) أي: خبر المبتدأ «قيارٌ»؛ استغناءً بخبرِ المسنَد إليه الأوّل.
(٤) بيتٌ مُشتهَرٌ مختلَفٌ في صاحبه؛ يُنسَب لقيس بن الخطيم في سيبويه ١/ ٧٥، ومعاهد التّنصيص ١/ ١٨٩، وقال محقِّق ديوانه ص ٦٣: «والصّحيحُ أنَّ هذه الأبياتَ السّبعة في قصيدة طويلة لعمرو بن امرئ القيس» ثم أحال عليها في الأغاني وخزانة البغداديّ. وهو في ملحق ديوان حسّان ٢/ ٤٥ لدِرْهَم بن زيد الأنصاريّ، وكذا الإنصاف ص ٩٥. ولمرّار الأسديّ في معاني الفرّاء ٢/ ٣٦٣. وبلا نسبة في مجاز القرآن ١/ ٢٥٨، ومعاني الأخفش ١/ ٨٨ - ٣٥٧، وتأويل مشكل القرآن ص ٢٩١، والمقتضب ٣/ ١١٢، وحلية المحاضرة ٢/ ٢١، والأمالي الشّجريّة ٢/ ٢٠ - ٤٥، ٣/ ١١٣، ومفتاح العلوم ص ٣٠٦، وإيجاز الطّراز ص ١٦٤. وانظر ما قاله البغداديّ في الخزانة ٤/ ٢٨٢ - ٢٨٣: «وعُرف من إيرادنا لهذه القصائد ما وقع من التّخليط بين هذه القصائد، كما فعل ابن السّيد واللّخميّ في شرح أبيات الجمل، وتبعهما العينيّ والعبّاسيّ في شرح أبيات التّلخيص؛ فإنهم جعلوا ما نقلنا من شعر قيس بن الخطيم مطلع القصيدة ثم أوردوا فيها البيت الشّاهد وهو: الحافظو عورة العشيرة والشّاهد الثّاني وهو: «نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضٍ .... » والحال أنّ هذين البيتين من قصيدة عمرو بن امرئ القيس».

<<  <   >  >>