(٢) التَّقسيم الأوَّل لوجه الشّبه: وجهُ الشّبه تحقيقاً أو تخييلاً، وهو إمّا صفة غيرُ خارجة عن حقيقةِ الطَّرفين (تمامِ الحقيقة، أو جُزئها)، وإمّا صفة خارجة عن حقيقة الطَّرفين، وهي نوعان: حقيقيّة (حسيّة، وعقليّة)، وإضافيّة. (٣) وجهُ الشّبه الواحد: وهو ما لا تركُّبَ فيه ولا تعدُّدَ؛ كالحلاوة في قولك: (مذاقُهُ كالعسَل). ووجهُ الشّبه المركّب المنزل منزلة الواحد: وهو ما كان هيئةً انتزعَها العقلُ من عدّة أمورٍ، ويكون ذلك بأن يعمدَ المتكلّمُ إلى مجموعة أوصافٍ لشيئين، فينتزعَ منها هيئةً يشتركُ فيها طرَفا التّشبيه، ولا يصلحُ واحدٌ من أجزائِها على انفراده وجهَ شبهٍ، وعلى نحوٍ يكونُ فيه سقوطُ واحدٍ من أجزائها مُخِلًّا بالتَّشبيه. ومثالُ التّشبيه ذي الوجهِ المركّب المنزل منزلة الواحد قولُ بشّار: (كأنّ مثارَ النّقع ... ). (٤) أي: من الواحد، وما هو بمنزلته.