للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هُوَ مُشتَرَكٌ بَيْنَهَا، وَلَازِمٌ لَهَا لُزُوْمَ الْمُطْلَقِ لِلْمُقَيَّدِ؛ تَسْهِيْلاً عَلَى الْمُتَعَلِّمِيْنَ؛ فَيُقَالُ: مَعْنَى (مِنْ) هُوَ ابْتِدَاءُ الْغَايَةِ، وَمَعْنَى (كَيْ) الْغَرَضِيَّةُ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا ذُكِرَ فِيْ تَفْسِيْرِ مَعَانِي الْحُرُوْفِ (١).

فَالْمُرَادُ بِمُتَعَلَّقَاتِ مَعَانِي الْحُرُوْفِ: هِيَ هَذِهِ النِّسْبَةُ الْمُطْلَقَةُ الْمُشْتَرَكَةُ بَيْنَ مَعَانِيْهَا الْمَخْصُوْصَةِ الْمُسْتَلْزِمَةِ لِتِلْكَ النِّسْبَةِ الْمُطْلَقَةِ.

وَإِنَّمَا جُعِلَ الْمَعَانِي الْمُطْلَقَةُ مُعَبَّراً بِهَا عَنْ مَعَانِيْ تِلْكَ الْحُرُوْفِ؛ نَظَراً إِلَى أَنَّ الْأَلْفَاظَ الْمَذْكُوْرَةَ عِنْدَ التَّفْسِيْرِ- كَلَفْظِ الِابْتِدَاءِ وَأَخَوَاتِهِ - عِبَارَةٌ عَنْ تِلْكَ الْمُتَعَلَّقَاتِ، فَتَدَبَّرْ.

وَاعْلَمْ أَنَّ الِاسْتِعَارَةَ تَنْقَسِمُ بِاعْتِبَارِ:

١ - الطَّرَفَيْنِ (٢)

٢ - وَبِاعْتِبَارِ الْجَامِعِ (٣)

٣ - وَبِاعْتِبَارِ الثَّلَاثَةِ (أَعْنِي: الطَّرَفَيْنِ وَالْجَامِعَ) (٤)

٤ - وَبِاعْتِبَارِ اللَّفْظِ (٥)


(١) في الكُتُب الأُخرى؛ مثل: الأُزهية في علم الحروف، ورصف المباني في شرح حروف المعاني، والجَنى الدّاني في حروف المعاني، ومُغني اللّبيب عن كُتُب الأعاريب.
(٢) إلى قسمين: (وِفاقيّة، وعِنادية)، وتنقسمُ العِناديّةُ إلى قسمين: تهكُّميّة وتمليحيّة؛ يُرادُ بالتَّهكُّميّة التَّهكُّمُ والاستهزاءُ، وبالتَّمليحيّةِ التّمليحُ والظّرافةُ. (وفي هاتين الاستعارتين يُستعمَلُ اللَّفظُ لمعنًى شريفٍ في ضدّه أو نقيضِه؛ إبرازاً للخسيس في صورةِ الشَّريف؛ لقصدِ التَّهكُّم والاستهزاء، أو بقصد التَّمليح والظَّرافة.
(٣) إلى أربعة أقسام: (داخليّة، وغير داخليّة، وعاميّة، وخاصّيّة).
(٤) إلى ستّة أقسام: (محسوس لمحسوس والجامع حسّيّ، ومحسوس لمحسوس والجامع عقليّ، ومحسوس لمحسوس والجامع مختلف، ومعقول لمعقول والجامع عقليّ، ومحسوس لمعقول والجامع عقليّ، ومعقول لمحسوس والجامع عقليّ).
(٥) إلى قسمين: (أصليّة، وتبعيّة).

<<  <   >  >>