تجزئةُ كلامِ المتن، وشرحُه؛ حيثُ تُمزَجُ فيه عبارةُ المتن بالشَّرح، وهي طريقة أكثر الشُّرَّاح المتأخِّرين، لكنَّها ليست بمأمونةٍ من الخَلْط والغَلَط، وهي الطَّريقة السّائدة في هذا الكتاب.
وقد شابَهَ أسلوبُ العمريّ أحياناً طريقةَ الشَّرح بالقول: وقوامُها أيضاً تجزئة كلام المتن، مسبوقاً قبل سَوقِه، بعباراتٍ تميِّزُه من الشَّرح؛ كقوله:«فلذلك قال النّاظم»، و «أشار إليه بقوله»، و «كما ذكرَه النَّاظم بقوله»، أو «فقال»، وغير ذلك.
والعمريُّ كانَ يجتزِئُ من عبارة النَّظمِ كلمةً أو كُلَيماتٍ، ثُمَّ يشرعُ في الشَّرح والتَّعليق مُتَّكئاً على فواتحَ لكلامه؛ من نحو:«أَيْ» الَّتي يُرادُ بها التَّفسيرُ، وقد يربطُ كلمةَ المتن مع الشَّرح بحرف جرٍّ، أو بأن تكونَ بين هذه الكلمة وما يجاورُها مِن كلمات الشَّرح علاقةُ تبعيّة إعرابيّة؛ كالعطف، والنَّعت، أو علاقة إسناد بين فِعل وفاعل، أو مبتدأ وخبر، أو علاقة إضافة، وكثيراً مَّا يَجعلُ كلمةَ النَّظْمِ المراد شرحُها معمولةً لكلمةٍ من الشَّرح، وقد يجعلُ كلمةَ النَّظمِ عاملةً في كلام الشَّرح، مِمّا جعلَ المتنَ يذوبُ في كلام العمريّ، ليُشَكِّلَ كتابُ الدُّرَرِ وحدةً عضويّةً بين مئة المعاني والبيان وشرح العمريّ عليها.
وليست تَظهرُ مقدرةُ العمريِّ في ربطِ المتن بالشّرح فحسب، بل في حُسْنِ رَبط المباحث بعضِها ببعضٍ كُلَّما دعَتِ الحاجةُ أيضاً، ليبقى الكلامُ مُتَّصلاً آخذاً برِقابِ بَعضِه، وكانَ الشَّارحُ يستعينُ على ذلك بعباراتٍ؛ مثل:«ثُمَّ لمّا أنهى الكلامَ على ... شرَعَ في ... »، و «ولمّا كانَ المقصودُ الأصلُ في علم ...... قال النَّاظم»، و «لمّا كان بحثُ كذا لطيفاً ... »، و «ولمَّا كانَ بحثُ ..... هو العمدة قَدَّمه ... »، و «تَمَّ الكلامُ على الفنِّ ... »، و «بدأ