للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - وَالْمُبَالَغَةِ فِي الْمَدْحِ؛ كَقَوْلِهِ: [البسيط]

أَلَمْعُ بَرْقٍ سَرَى أَمْ ضَوْءُ مِصْبَاحِ؟ ... أَمِ ابْتِسَامَتُهَا بِالْمَنْظَرِ الضَّاحِيْ؟ (١)

٣ - أَوِ الْمُبَالَغَةِ فِي الذَّمِّ؛ كَقَوْلِهِ: [الوافر]

وَمَا أَدْرِيْ - وَسَوْفَ إِخَالُ أَدْرِيْ - أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ؟ (٢)

فِيْهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الْقَوْمَ هُمُ الرِّجَالُ -خَاصَّةً- أَيْ: لَا يُطْلَقُ عَلَى النِّسَاءِ.

٣ - أَوِ التَّدَلُّهِ فِي الْحُبِّ: فِيْ قَوْلِهِ: [البسيط]

بِاللهِ يَا ظَبَيَاتِ الْقَاعِ قُلْنَ لَنَا ... لَيْلَايَ مِنْكُنَّ أَمْ لَيْلَى مِنَ الْبَشَرِ؟ (٣)

وَالتَّوْجِيْهِ (٤): قَالَ ابْنُ حِجَّةَ: «التَّوْجِيْهُ - هُوَ فِي الِاصْطِلَاحِ - أَنْ يَحْتَمِلَ الْكَلَامُ وَجْهَيْنِ مِنَ الْمَعْنَى احْتِمَالاً مُطْلَقاً (٥). وَالتَّوْجِيْهُ هُوَ إِبْهَامُ


(١) للبُحتريّ في ديوانه ١/ ٤٤٢، والموازنة ق ١ ج ٢ ص ١٠٧، والإيضاح ٦/ ٨٤، والمطوّل ص ٦٧٩، ومعاهد التّنصيص ٣/ ١٦٤، وأنوار الرّبيع ٥/ ١١٩.
(٢) لزُهَير بن أبي سُلْمى في ديوانه ص ٧٣، وبديع ابن المعتزّ ص ٦٢، والعمدة ٢/ ٦٨٢ - ٨٩٦، والمقتصد ص ٧٦٦، والكشّاف ٥/ ٥٧٤، والأمالي الشّجريّة ١/ ٤٦ - ٣/ ١٠٧، وحدائق السِّحر ص ١٥٨، وتحرير التّحبير ص ١٣٦، والإيضاح ٦/ ٨٤، وإيجاز الطّراز ص ٤٣٣، وخزانة الحمويّ ٢/ ٣٠٧، ونفَحات الأزهار ص ٤٣.
(٣) للعَرْجيّ، وسبق تخريجه.
(٤) السَّكَّاكيُّ والقزوينيُّ وشُرَّاحُ تلخيصِه يريدون بِـ (التَّوجيه) الكلامَ الذي يُفهَم على وجهَين مُتضادَّين؛ من غيرِ قرينة تُرَجِّحُ أحدَهما، وهو ما يُعرَفُ بالإبهام أو مُحتمِلِ الضِّدَّين. وأمّا المتأخِّرون كابن حِجّة، والمدنيّ فأطلقُوا التَّوجيهَ وأرادُوا به أنْ يُوجِّهَ المتكلِّمُ مُفرداتِ بعضِ الكلامِ أو كُلِّه إلى أسماءٍ متلائمةٍ من أسماءِ الأعلام، أو قواعدِ العُلومِ والفنونِ ... توجيهاً مُطابقاً لمعنى اللَّفظِ الثَّاني. انظر: الإيهام البلاغيّ ص ١٤١.
(٥) أي: احتمالاً غيرَ مقيَّدٍ بقرينةٍ تُرجِّحُ أحدَ الاحتمالين المتضادَّين؛ لانعدام القرائن المرجِّحة.

<<  <   >  >>