للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَلْبٌ: وَهُوَ أَنْ يَكُوْنَ مَعْنَى الثَّانِيْ نَقْيِضَ مَعْنَى الْأَوَّلِ كَقَوْلِ أَبِي الشِّيْصِ (١): [الكامل]

أَجِدُ الْمَلَامَةَ فِيْ هَوَاكِ لَذِيْذَةً ... حُبّاً لِذِكْرِكِ، فَلْيَلُمْنِي اللُّوَّمُ (٢)

وَقَوْلِ أَبِي الطَّيِّبِ: [الكامل]

أَأُحِبُّهُ، وَأُحِبُّ فِيْهِ مَلَامَةً؟ ... إِنَّ الْمَلَامَةَ فِيْهِ مِنْ أَعْدَائِهِ (٣)

وَمَا يَكُوْنُ مِنْ عَدُوِّ الْحَبِيْبِ يَكُوْنُ مَبْغُوْضاً لَا مَحْبُوْباً. فَهَذَا نَقِيْضُ مَعْنَى بَيْتِ أَبِي الشِّيْصِ.

وَمِنْ غَيْرِ الظَّاهِرِ أَنْ يُؤْخَذَ بَعْضُ الْمَعْنَى، وَيُضَافَ إِلَيْهِ مَا يُحَسِّنُهُ؛ كَقَوْلِ الْأَفْوَهِ (٤): [الرّمل]

وَتَرَى الطَّيْرَ عَلَى آثَارِنَا ... رَأْيَ عَيْنٍ؛ ثِقَةً أَنْ سَتُمَارُ (٥)


(١) ت ١٩٦ هـ. انظر: الأعلام ٦/ ٢٧١.
(٢) له في ديوانه ص ٩٣، والوساطة ص ٢٠٦، والصّناعتين ص ١٢٩، والعمدة ٢/ ٧٥١ - ١٠٨٤، والبديع في نقد الشّعر ص ٢٤٤، والمثل السّائر ٣/ ٢٤٥، وكفاية الطّالب ص ١١٠، والإيضاح ٦/ ١٣٤، ومعاهد التّنصيص ٤/ ٨٥، وبلا نسبة في نقد النّثر ص ٨٩.
(٣) له في ديوانه ١/ ٤، وأغلب المصادر السّابقة. وقال فيه ابن رشيق: «وهذا من السّرقات الخفيّة جدّاً، ولَأَنْ يُسمّى ابتداعاً أَولى من أن يُسمّى سرقةً»
(٤) ت نحو ٥٠ ق هـ. انظر: الأعلام ٣/ ٢٠٦.
(٥) له في ديوانه ص ٧٧، وأخبار أبي تمّام ص ١١٦، والموازنة ١/ ٦٦، والوساطة ص ٢٧٤ وانظر فيه كلاماً كمُذاب السُّكَّر، والصِّناعتين ص ٢٢٥، والأَمالي الشّجريّة ٣/ ١٣٧، والبديع في نقد الشّعر ص ٣٢٠، والجامع الكبير ص ٢٤٦، والإيضاح ٦/ ١٣٥ وذكَرَ المحقّقُ أنّه من الرّجز وإنّما هو الرّمل، وإيجاز الطّراز ص ٤٩٥، ومعاهد التّنصيص ٤/ ٩٥. ستمار: ستُطعَم.
وزعم ابنُ الأثير أنّ الأفوه أخَذ المعنى من قول النّابغة:
إذا ما غزا بالْجيشِ حَلَّقَ فوقَهُ ... عصائبُ طَيرٍ تَهْتدي بعصائب
جَوانِحُ قد أَيقنَّ أَنَّ قَبيلَهُ ... إذا ما التقى الجَمعانِ أَوَّلُ غالِب
«وحاز فضيلة الإيجاز، وصار أحقَّ بذلك المعنى من النّابغة، وإن سبقه إليه وتقدّمه فيه» الجامع ص ٢٤٦. على أنَّ الأفوهَ (ت. نحو ٥٠ ق. هـ)، والنّابغة (ت. نحو ١٨ ق. هـ)!
وقد جاء في الموازنة: أنّ أوّل من ذكَرَ الطَّير الّتي تتبعُ الجيشَ لتصيبَ من لحوم القتلى الأفوهُ الأوديّ، ثم النّابغة الذّبيانيّ، ثم حُمَيد بن ثور، ثم أبو نُواس، ثم مسلم بن الوليد، ثم أبو تمّام. وزاد عليه في الصّناعتين قولَ المتنبّي:
يطمعُ الطّير فيهم طولُ أكلهم ... حتى تكاد على أحيائهم تقعُ

<<  <   >  >>