للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَعَمْرٌو مَعَ الرَّمْضَاءِ، وَالنَّارُ تَلْتَظِيْ ... أَرَقُّ وَأَحْفَى مِنْكَ فِيْ سَاعَةِ الْكَرْبِ (١)

أَشَارَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَشْهُوْرِ: [البسيط]

الْمُسْتَجِيْرُ بِعَمْرٍو عِنْدَ كُرْبَتِهِ ... كَالْمُسْتَجِيْرِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ (٢)

٣ - وَإِلَى الْمَثَلِ فِي النَّظْمِ أَيْضاً؛ كَقَوْلِ عَمْرِو بْنِ كُلْثُوْمٍ (٣): [المتقارب]

. . . . . . . . . . . . . . . . ... وَمِنْ دُوْنِ ذَلِكَ خَرْطُ الْقَتَادِ (٤)

أَشَارَ إِلَى الْمَثَلِ السَّائِرِ: «دُوْنَ عُلَيَّانَ الْقَتَادَةُ وَالْخَرْطُ»، [وَدُوْنَهُ خَرْطُ] (٥)


(١) له في ديوانه ٤/ ١٧٠، والعمدة ٢/ ٧٢٦، وتحرير التّحبير ص ١٤١، والإيضاح ٦/ ١٤٨، وشرح الكافية البديعيّة ص ٣٢٨، وبلا نسبة في إيجاز الطّراز ص ٤٩٨، وخزانة الحمويّ ٣/ ٦. الرَّمْضاء: حَصًى صِغارٌ تَشْتَدُّ عليه الشَّمسُ فيَحمى.
(٢) للتِّكْلام الضّبعيّ في فصل المقال ص ٣٧٨. وبلا نسبة في المصادر السّابقه كلّها.
وللبيت قصّة مشتهَرة، وصفوتُها: أنّ جسّاساً أراد الانتقام لشرف بكرٍ من كُلَيْب الّذي قتَلَ ناقةً لجارهم، فترصَّده حتّى تباعد عن الحيّ وحيداً، فتبعه، وطعنه برمح، فأنفذَه، وكان معه عمرو بنُ الحارث، فقال له كليب: يا عمرو أغثني بشربة ماء، فقال: تجاوزتَ شُبَيْباً والأحصَّ- يعني موضع الماء - وأجهز عليه، فمات، فقيل هذا البيتُ، والنّاس تضربه مثلاً: لطالب الشّيءِ من غير أهله، أو بعد فوتهِ، أو لموصوف بالقسوة.
(٣) ت نحو ٤٠ ق هـ. انظر: الأعلام ٥/ ٨٤.
(٤) في ديوانه ص ٥١ دون صدر. وأورده التّاج: (خرط) وغيرُه تاماً منسوباً لعمرو بن كلثوم «بردّ العجز صدراً»:
ومِنْ دُونِ ذلكَ خَرْطُ القَتَادِ ... وضَرْبٌ وطَعْنٌ يُقِرُّ العُيُونَا

على أنّ هذه الرّواية وردت منسوبة لكَعْب بن جُعَيْل في كتب المتقدّمين؛ الكامل ١/ ٤٢٤، وغيره. والظّاهرُ أنّ البيت بروايته الثّانية لكعب، وإنّما حملَهم على الوهم وألبسَ عليهم، اتّحادُهما في الشّطر: (المثَل)، وفي البحر: (المتقارب). وكذا الرّويّ: (النّون المفتوحة المطلقة) لمعلّقة عمرو، فنسبوه إليه.
والخَرْط: قَشْرُكَ الورقَ عن الشّجرة اجتذاباً بكفّك. والقَتَاد: شجر له شوك. (اللّسان: خرط - قتد)
(٥) ليس في صل وب: زيدت من المطوّل؛ لمناسبة السّياق.

<<  <   >  >>