للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه؛ فانكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض» (١).

وأما حفظ النفس؛ فلأنه بالنكاح تبقى الأنفس وتكثر، وكذلك إحصان للزوجين عن الزنى الموجب للحد، ويحفظ الرجل زوجته كيلا تكون مطمعًا لضعفها.

وأما حفظ العرض، فلا يخفى على أحد ما للزواج من حفظ عرض البشرية؛ لأن كلا الزوجين يفرغ غريزته الفطرية عند الآخر بالحلال، ويؤجر عليها، وقد جاء في الحديث: «وأحصن للفرج» (٢)، فهو نص في إحصان الناس من الوقوع في المحرمات والقبائح.

وأما حفظ المال، فإن الشريعة أمرت بحفظ المال، وعدم تضييعه، ولا جعله في يد السفهاء، فالذي يجمع المال لكي يتزوج مأجور إذا نوى امتثال أمر الله، وطلب العفة، وبهذا حفظ ماله، وكذلك نفقته على زوجته وعياله له فيها أجر، وفي الحديث: «حتى ما تجعل في في امرأتك» (٣).


(١) رواه الترمذي في سننه ص ٣٣٦، كتاب النكاح، باب ما جاء من؟ ؟ ؟ ترضون دينه فزوجوه، ح رقم (١٠٨٥)، وابن ماجه في سننه (٢/ ٤٧٣)، كتاب النكاح، باب الأكفاء، ح رقم (١٩٦٧). حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣/ ٩٦)، ح رقم (١٠٢٢).
(٢) سبق تخريجه ص ٣٠.
(٣) رواه البخاري في صحيحه (١/ ٢٤)، واللفظ له, في كتاب الإيمان, باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة، ولكل امرئ ما نوى، ح رقم (٥٦) , ومسلم في صحيحه (٥/ ٧١) في كتاب الوصية, باب الوصية بالثلث, ح رقم (١٦٢٨).

<<  <   >  >>